للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبيهقي في الشعب وأخرجه الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس بسند جيد (١) {١١٣}

... أي أكثروا فيهن من قول لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله (وقال) ابن عباس ويذكروا اسم الله في أيام معلومات. أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق. وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما. ذكره البخاري (٢).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر. قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" أخرجه أحمد والبخاري وأبو داود وابن ماجه والبيهقي والترمذي وقال حديث حسن غريب صحيح (٣) {١١٤}

والمعنى أن العمل الصالح في الأيام المذكورة يعطي الإنسان عليه أجراً عظيماً لا يعطاه عليه لو عمله في غيرها جهاداً كان أو غيره. فالعمل فيها أفضل من العمل في غيرها وتظهر فائدة الأفضلية فيمن نذر الصيام أو علق عملاً من


(١) انظر ص ١٦٨ ج ٦ - الفتح الرباني (الحث على الذكر والطاعة في أيام العشر) و (ما من أيام ... ) أي ليس أيام العمل الصالح أعظم عند الله وأحب إليه من العمل في أيام عشر ذي الحجة فأيام اسم ما ومن زائدة وأعظم خبر لمبتدأ محذوف.
(٢) انظر ص ٣١٢ ج ٢ فتح الباري (فضل العمل في أيام التشريق).
(٣) انظر ص ١٦٦ ج ٦ - الفتح الرباني وص ٣١٣ ج ٢ فتح الباري وص ١٩٦ ج ١٠ المنهل العذب المورود (صوم العشر) وص ٢٧١ ج ١ - ابن ماجه وص ٢٨٤ ج ٤ بيهقي وص ٥٨ ج ٢ تحفة الأحوذي (العمل في أيام العشر) و (ما من أيام ... ) أي ليس أيام يكون العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في أيام عشر ذي الحجة ولعل وجه استبعادهم- كون الجهاد في هذه الأيام احب منه في غيرها- أن الجهاد في هذه الأيام يخل بالحج فينبغي أن يكون في غيرها أحب منها فيها وقوله صلى الله عليه وسلم إلا رجل أي جهاد رجل. بيان لفخامة جهاده وتعظيم له بأنه قد بلغ مبلغاً لا يكاد يتفاوت بشرف الزمان وعدمه.