للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الرعاية فله الحظ الأوفر والجزاء الأكبر وإلا طالبه كل واحد من رعيته بحقه "يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبه وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه (١) ". (وأفاد) الحديث أن الراعي إنما أقيم لحفظ ما استرعاه. وهو يشمل المنفرد إذ يصدق عليه أنه راع في جوارحه باستعمالها فيما خلقت له من طاعة الله تعالى: "إنَّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً (٢) ".

يقع هذا (ولا عمل) بقول الله تعالى: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وءاتين الزكاة وأطعن الله ورسوله (٣) " ولا ارتداع مما قال ابن عباس: "لعن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم زائرات القبور" أخرجه أحمد والأربعة والحاكم (٤). {٢٤٤}

وإنما لعن لأنهن مأمورات بالقرار في البيوت. فأي امرأة خالفت ذلك وكان يخشى منها أو عليها الفتنة، فقد استحقت الطرد عن رحمة الغفار والابتعاد عن منازل الأبرار ويحرم عليها زيارة القبور أو تكره على ما تقدم بيانه في بحث زيارة النساء القبور (٥) (ومن) البدع تأخير الفطر بعد تحقق الغروب بقصد التمكين فهو خلاف السنة، لما تقدم في آداب الصيام (٦).

(ومنها) ما يفعله كثير من الناس من وضع الطعام قبل الغروب والالتفاف


(١) سورة عبس: آية ٢٤ - ٢٧.
(٢) سورة الإسراء: آية ٣٦.
(٣) سورة الأحزاب: آية ٣٣.
(٤) تقدم رقم ١٣ ص ١٠ (التحذير من إيقاد السرج على القبور).
(٥) تقدم ص ٨٦.
(٦) تقدم ص ٤٤٠ و ٤٤١.