للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فائدة): لا يُلبى بغير العربية إلاَّ إنْ عجز عنها عند مالك والشافعى وأحمد (وقال) الحنفيون: تَصِحُّ التلبية وما يقومُ مقامها من ذِكْر بغير العربية وإن أَحْسَنها، ولابُدَّ أَن تكون باللسان، فلو ذكَرها بقلبه لم يَعْتَدّ بها. والأَ! خْرَس لا يلزمه تحريك لِسَانه على المختار، بل يُسْتَحَبُّ كما فى الصلاة.

٣ - الجهر بها: يُطْلَبُ رَفْعُ الصَّوْتِ بالتَّلبية رفعاً لاَ يَضُرّ بالملِّبى ولا بغيرِه؛ لحديث السائب بن خَلاَّد رضى الله عنه: أَنَّ النبى صلى الله عليه وسلم قال: أَتانى جبريل عليه السلام فقال: مُرْ أَصحابك فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُم بالتلبية. أخرجه الأئمة والأربعة والدارمى والبيهقى والحاكم وصححه، وقال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح ... (١) {٧٦}

(وعن يزيدَ) بنِ خالد الجهنىّ أَنَّ النبى صلى الله عليه وسلم قال: جاءَنى جبريل عليه السلام فقال: يا مُحمد مُرْ أَصحابك فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بالتَّلْبية فإنها من شعائر الدِّين. أخرجه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد (٢) {٧٧}

(ولذا) قال الحنفيون والشافعى فى الجديد والجمهور: يُسْتَحَبُّ رَفْعُ الصَّوْتِ بالتلبية. ومَشْهُور مذهب مالك أنه يُسْتَحَبُّ التوسُّط بها فلا يجهر جداً ولا يسرّ حتى لا يَسْمَعَه مَنْ يَلِيه (وقال) أحمد: لا يُسْتَحَبُّ رَفْعُ الصَّوْتِ بها فى الأمصار ومساجدها إِلاَّ فى مكة والمسجد الحرام ومسجد مِنّى وعرفة؛ لما رُوِى أَنَّ ابنِ عباس سمع رَجُلاً يُلبى بالمدينة فقال: إنَّ هذا لَمجنُون إِنما التلبية إِذا برزَت. ذكَره ابن قدامة (٣) {١٧}


(١) انظر رقم ٩١ ص ١١٣ ج ١ تكملة المنهل العذب (كيف التلبية) وباقى المراجع بهامش ٤ ص ١١٦ منه.
(٢) انظر ص ١٨٠ ج ١١ الفتح الربانى، وص ١١٢ ج ٢ سنن ابن ماجه (رفع الصوت بالتلبية) وص ٤٥٠ ج ١ مستدرك.
(٣) انظر ص ٢٥٩ ج ٣ مغنى.