للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فظنت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم يقف في المشعر الحرام على عادتهم ولكنه تجاوزوه إلى عرفات , لقوله تعالى: ثم أفيضوا من حيث أَفَاضَ النَّاسُ (١) أي سائر العرب غير قريش. وإنما كانت قريش تقف بالمزدلفة , لأنها من الحرم وكانوا يقولون نحن أهل حرم اله فلا نخرج منه.

(ب) خطبة يوم عرفة - يستحب للإمام - هند الحنفيين ومالك والشافعي - أن يخطب يوم عرفة قبل صلاة الظهر خطبتين خفيفتين يعلم الناس فيهما المناسك التي من زوال يوم عرفة إلى ظهر يوم النحر كالجمع بين الظهر والعصر يوم عرفة والوقوف بعرفة والإفاضة منها إلى مزدلفة وجمع المغرب والعشاء بها والمبيت والوقوف بها والرمى والذبح يوم النحر وطواف الركن. ويحثهم فيها على كثرة الدعاء. والتهليل والتلبية في الموقف , لقول جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له في بطن الوادي فخطب الناس وقال: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا إن كل شئ من امر الجاهلية تحت قدمي موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة. وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب - كان مسترضعا في بني سعد - فقتلته هذيل. وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع من ربانا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله فاتقوا الله في النساء


(١) سورة البقرة: ١٩٩.