للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثل ذلك. ورسول الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعلم تأويله وما عمل به من شئ علمنا به فأهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك.

إن الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك. وأهل الناس بهذا الذى يهلون به اليوم (١) فلم يرد صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه. ولزم تلبيته. قال جابر: لسنا فنوى إلا الحج , لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا. ثم تقدم إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى. فجعل المقام بيته وبين البيت. قال جعفر بن محمد: فكان أبى يقول: ولا أعلمه ذكره (يعنى قراءة السورتين) إلا عن النبى صلى الله عليه وسلم. كان يقرأ فى الركعتين قل هو الله أحد وقل يأيها الكافرون (٢). ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا. فلما دنا من الصفا قرأ: إن الصفا والمروة من شعائر الله. أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة. فوحد الله وكبره وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. لا إله إلا الله وحده أنجز وعده. ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده (٣) ثم دعا


(١) (وأهل الناس بهذا .. ) يمنى ما يزاد في التلبية " كقول " عمر: لبيك ذا النعماء والفضل الحسن. لبيك مرهوباً منك ومرغوبا إليك " وقول " ابن عمر: لبيك وسعدك والخير بيدك والرغباء إليك والعمل " وقول " أنس: لبيك حقا تعبدا ورفا.
(٢) يعني أنه قرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة قل يع أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد.
(٣) (وهزم الأحزاب وحده) أي هزمهم بلا قتال ولا سبب من الناس " والأحزاب " من تحزبوا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق في شوال.