للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - عُمرة الجعرانة (١): اعْتَمَر منها النبيُّ صلى الله علية وسلم ليلاً حين رجُوعه من الطَّائف في ذِي القعدة سنة ثمان من الهجرة (روى) مُحرش الكعبى رضي الله عنه أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج ليلاً من الجِعْرانة حتى أَمسَي معتمراً فدخل مكة ليلاً فقَضَي عُمْرته ثم خرج من لَيْلَتِه فأَصبح بالجِعْرانة كبائت حتى إذا زالت الشمس خرج من الجِعْرانة في بطن سَرِف حتى جامِعَ الطريق (طريق المدينة) بسرف. قال مُحَرِّش: ولذلك خَفِيَتْ عُمْرته على كثير من الناس. أَخرجه أَحمد والثلاثة، والبيهقي. وحسنه الترمذي وأَخرج الشافعي صدره (٢). {٢٥٧}

٤ - العُمْرة التي كانت مع حجَّة الوداع: أَحْرَمَ بها النبيَّ صلى الله عليه وسلم في ذِي القعدة على الصحيح وأَدي أَفعالها في ذِي الحجَّة، لأَنهم خرجوا من المدينة لخمس بقين من ذِي العقدة سنة عشر من الهجرة، وقدموا مكة في الرَّابع من ذِي الحجة (فقد تبين) أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَر أَربع عُمر (لم يتم) الأُولى منها (وكانت) الرابعة مع حجَّة الوداع، فالمستقل التام منها عُمْرتان. وعليه يحمل حديث البراءِ بن عازِب رضي الله عنه قال: اعْتَمَر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذِي القعدة


(١) الجعرانة بكسر فسكون ففتح الراء مخففة، وقد تكسر العين وتشدد الراء. وخطأه الشافعى (وهو) موضع بين مزدلفة وعرفة على حد الحرم فى الشرق. (انظر رسم ١ ص ٥٤).
(٢) انظر رقم ٢٥٩ ص ١٦٩ ج ٢ تكملة المنهل العذب. وباقى المراجع بهامش ٢ ص ١٧٠ منه. و (محرش) بضم ففتح فكسر الراء مشددة، أو بكسر فسكون ففتح. و (سرف) ككنف مصروفاً وممنوعاً من الصرف، موضع شمال مكة قريب من التنعيم. (انظر رسم ٨ ص ٢٢٠)