بأيديهم وقلوبهم وبألسنتهم وأموالهم، حتى كانوا بحق كما وصفهم الله:"خير أمة أخرجت للناس".
.. أما بعد: فإن من سنة الله الرحيمة أن يبعث في كل قرن من يجدد لهذه الأمة أمر دينها ويكشف لها ما خفي من شريعتها. وكان من فضله تعالى على هذه الأمة أن منحها إمام العصر وفقيه الزمن العالم المخلص المجاهد المحدث والمفسر والمتحقق الشيخ محمود بن محمد بن أحمد خطاب رحمه الله، فأحيا ما أمات الناس من الهدى النبوي، وكشف ما غمض من أسرار الشريعة حتى انقطعت به المعاذير وقامت به الحجة- وأفضى إلى ربه- إن شاء الله- راضيا مرضيا، وخلفه خليفته الأمين، فسار على العهد، ووفي الوعد، وواصل الليل والنهار في السهر والسفر والتأليف والدرس والتمحيص، حتى تكاملت المكتبة المحمودية بما أضاء السبيل أمام المسلمين في أمر دينهم ودنياهم.
... ولقد أطلعت على كتاب (الدين الخالص) الجزء التاسع الخاص بشعيرة الحج والمسمى (إرشاد الناسك إلى أعمال المناسك) تأليف الإمام الكبير رئيس الجمعية الشرعية فضيلة الشيخ أمين بن محمود بن محمد خطاب، قرأيته حلقة مضيئة في سلسلة مؤلفاته ومؤلفات والده رحمه الله. وقد امتازت هذه الطبعة الثانية بضبط الآيات والأحاديث والآثار وترقيمها برقم مسلسل، كما تكفل هذا الجزء الفذ ببيان مذاهب العلماء وأدلتهم في كل حكم تعرض له مع بيان الراجح من أقوالهم من حيث الدليل.
... وبالجملة لم يدع الكتاب أمرا من أمور مريدي الحج من ساعة خروجهم من منازلهم يقصدون النسك، إلى حين عودتهم إليها راشدين غانمين.