فلا يزاد منهم ولا ينقص منهم أبدا " وقال للذى فى شماله: " هذا كتاب من رب العالمين. فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم اجمل على أخرهم فلا يزاد منهم ولا ينقص منهم أبدا " فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله أن كان الأمر قد فرغ منه؟ قال: " سددوا وقاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وان عمل أى عمل. وان صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وان عمل أى عمل " ثم قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " بيديه فنبذهما " ثم قال: " فرغ ربكم من العباد فريق فى الجنة وفريق فى السعير " أخرجه أحمد والترمذى وقال: حديث حسن غريب صحيح (١){١٤}.
ولأنه تعالى لو لم يكن عالما لكان جاهلا، ولو كان جاهلا لكان حادثا، وحدوثا محال لما سبق. فالجهل عليه تعالى محال.
هذا. وعلم الله تعالى ليس كسبيا ولا يوصف بكونه ضروريا أو نظريا أو بديهيا أو يقينيا أو تصوريا أو تصديقيا، لأنه صفة قديمة لا تعدد فيها ولا تكثر.
٩ - الإرادة - وهى صفة وجودية قديمة قائمة بذاته تعالى تخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه كوجود المخلوق فى زمن دون غيره. وفى مكان دون آخر وهكذا، لقوله تعالى:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}(٦٨) القصص، وقوله تعالى:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ}(٤٩) الشورى، وقوله تعالى:(فعال لما يريد)(١٦) البروج، وقوله تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ
(١) ص ١٣٨ ج ١ - الفتح الربانى. وص ١٦٩ ج ٣ تيسير الوصول (العمل مع القدر) و (اجمل) الحساب جمع آحاده وكمل أفراده. والمراد احصاهم حتى اتى على آخرهم فلا زيادة ولا نقصان. و " السداد " الصواب فى القول والعمل. والمقاربة القصد فيهما.