للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفر قبله بسبب هذا الاعتقاد (ويقولون) لهم: هذه كتب أكابر العلماء المحققين. وهذه العقيدة عقيدة السلف، ومن لم يعتقدها يكون كافرا مخلدا فى النار معطلا لصفات الله غير ذلك من البهتان الفظيع (١) (ومن) جهلهم استدلالهم على دعواهم الباطلة أن الله تعالى استقر على العرش، بقول بعض السلف كمالك بن أنس رضى الله تعالى عنه جوابا للسائل عن معنى (الرحمن على العرش استوى) الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أظنك الا ضالا. ثم أمر به فأخرج. ولا دليل فيها، فان معنى الاستواء معلوم أنه مصرح به فى القرآن. ففى رواية تأتى للشافعى عن مالك (٢): الاستواء مذكور وكيفيته مجهولة يعنى لا نعلم معناه، لأنه لا يعلم معنى المتشابه الا الله تعالى. فهو ناطق بأنه لا يتعرض لبيان معناه لعدم علمه به. فكيف يدعى عليه أنه فسر الاستواء بالاستقرار والجلوس؟ سبحانك هذا بهتان عظيم (والأدهى) دعوى هذه الشرذمة أن من لم يعتقد أن لله تعالى جهة، وأنه فى مكان، فهو كافر لانكاره وجود الله عز وجل. ويقولون لمن حضرهم من العوام بسطاء العقول: اذا كان الله تعالى ليس فى جهة فوق ولا تحت ولا أمام ولا خلف ولا يمين ولا شمال، فهو غير موجود. فيجب الكفر بالاله الذى لا جهة له ولا مكان. (فهذه) (الدعوى) ناطقة بأنهم يعتقدون أن الله تعالى جسم كالأجسام شبيه بالحوادث.

وهو كفر صريح نعوذ بالله تعالى من الكفر وأهله (فقد) عكسوا الحقائق لانعكاس بصيرتهم وفظيع مركب جهلهم. قال الله تعالى (ومن يضلل الله فما له من هاد) عجز (٣٣) الرعد (اذ لو كانوا) يسمعون أو يعقلون وتأملوا


(١) وقد نوه الشيخ الامام فى كتاب " اتحاف الكائنات " عن هذه الكتب وذكر نصوص بعض الائمة المحققين الذين تعرضوا للرد على أربابها وبيان فساد عقيدتهم الزائفة.
(٢) يأتى ص ٣٦ ان شاء الله تعالى (عبارة الفقه الأكبر).