للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فغُلِّقتْ انتهى. وفرغ من تأليفه سنة سبع وثمان مئة، لكن قال [في] (١) انتفاضه: إنه كَمُل (٢) سنة أربع وثمان مئة. ولعل ذلك تاريخ التَّسويد.

٥٠١١ - ومن شروح البخاري: شرح الفاضل شهاب الدين أحمد (٣) بن محمد الخطيب القَسْطَلَاني المِصْري الشافعي صاحب "المَواهِب اللَّدُنْية"، المتوفَّى سنة ثلاث وعشرين وتسع مئة. وهو شرحٌ كبيرٌ ممزوجٌ. في نحو عشرة أسفار كبار أوَّلُه: الحمد لله الذي شَرَح بمعارفِ عوارفِ السُّنة النبوية … إلخ. قال فيه - بعد مدح الفن والكتاب -: طالما خَطر لي أن أُعلِّق عليه شَرْحًا أمزجه فيه مزجًا أُمَيِّزُ فيه الأصلَ من الشَّرْح بالحُمرة ليكونَ كاشفًا بعض أسراره مُدركًا باللَّمْحة موضِّحًا مُشكله مُقيِّدًا مهمَلَه وافيًا بتغليق تعليقه، كافيًا في إرشاد الساري إلى طريق تحقيقه، فشمرتُ ذَيْلَ العَزْم وأتَيْتُ بيوت التصنيف من أبوابها، وأطلقت لسان القلم بعبارات صريحة لخصتُها من كلام الكُبَراء، ولم أتحاش من الإعادة في الإفادة عند الحاجة إلى البيان ولا في ضَبْط الواضح عند علماء هذا الشأن، قصدًا لنَفْع الخاص والعام، فدونَك شَرْحًا أَشرَقَت عليه من شُرُفات هذا الجامع أضواء نُوره اللامع واختفت منه كواكب الدراري، وكيف لا وقد فاضَ عليه النُّورُ من "فتح الباري"؟ انتهى. أراد بذلك أنّ شَرْح ابن حَجَر مندرج فيه، وسمَّاه: "إرشاد الساري". وذكر في مقدمته فصولًا هي لفروع قواعد هذا الشَّرح أصول، وقد لخصتُ (٤) ما فيها من أوصاف كتابِ البُخاري


(١) حرف الجر منا.
(٢) في م: "أكمل"، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) تقدمت ترجمته في (١٧٦٨).
(٤) في م: "لخص"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>