وصفها، لأن البقية ناقصة من الأول، وفي هذه الثلاثة الكفاية ليخرج النص ممحّصًا سليمًا نقيًا من التصحيف والتحريف سالكًا الطريق الآتي:
١ - جعلت النسخة "ت" أصلًا من أوّل الكتاب إلى نهاية هذه النسخة (١)، وذلك لأن هذه النسخة أوفى النسخ في هذا القدر، وقد تقدم أنّ هذه النسخة أتت بزيادات كثيرة عن "ظ" في الأبواب والتراجم، وتشاركها في الزيادات نسخة "ض" أيضًا إلّا أنها ناقصة قليلًا من أوّلها، كما أني لاحظت دقة نسخة "ت" من النواحي الأخرى في أثناء التحقيق، فقابلت بينها وبين بقية النسخ مختارًا الأصح منها أيًّا كان مصدرها، وأشرت في الحاشية ما عداها، حتى يكون بين يدي القارئ صورة كاملة للكتاب.
٢ - لم أكتف بنسخ الكتاب لتحرير النَّص وتصحيحه بل رجعت أيضًا إلى المصادر الأصلية المتوفرة لدي منها والتي استقى منها المؤلف مادةَ كتابه كالتاريخ الكبير للإمام البخاري، والصغير والضعفاء له أيضًا، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وكتب الإِمام الدارقطني المؤتلف والمختلف، والسؤالات الثلاثة المعروفة له، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني، وتاريخ بغداد للخطيب، والإِكمال للأمير ابن ماكولا، والأنساب للسمعاني وغيرها.
٣ - وقد عُنِيتُ كثيرًا بالكتب التي تعنى بضبط ما يشتبه من الأسماء والأنساب والكنى والألقاب في ضبط الأسماء العارضة أثناء التراجم لأنها
(١) وذلك على باب "سكرة وشكرة" وسوف أحدد ما سأجعلها أصلًا عند انتهاء هذه النسخة، ويلاحظ أن أرقام اللوحات الجانبية لنسخة "ظ" وذلك أني نسخت الكتاب على هذه النسخة لعدم وجود نسخة "ت" في بداية الأمر.