الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد: فإن فقه الإمام المبجل أحمد بن عبد الله بن حنبل رحمه الله ورضي عنه امتاز بقربه من مصادر الإِسلام الأولى: كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأقوال الصحابة، ومذاهب من أخذ عنهم من التابعين والأئمة المتبوعين.
وهذا الكتاب حافل بإبراز هذه المزية الجليلة للفقه الحنبلي في أكثر ما ورد فيه من أحكام الشريعة: عباداتها، ومعاملاتها، وآدابها. لأن مؤلفه العلامة التقي الورع الشيخ محمد بن عبد الله آل حسين رحمه الله كان حريصًا على أن يذكر الحكم مقرونًا بدليله من هذه الينابيع الصافية، فكانت الأدلة للأحكام نورًا يضئ فيما بين يديها وما خلفها. ولذلك سيجد فيه كل مشتغل بالفقه الإسلامى - مهما كان مذهبه - فوائد قَلَّمَا يجد مثلها في كتب المذاهب الأخرى ولا سيما كتب الحنفية المتداولة في أيدي الناس.
وقد أراد مؤلفه تغمده الله برحمته أن يجعل كتابه (زوائد) على (زاد المستقنع في اختصار المقنع) الذي ألف أصله (المقنع) الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، وقد أطلق في كثير من مسائله رواتين عن الإمام أحمد ليتعود قارئه ترجيح الروايات، فاختصره الشيخ الفقيه أبو النجا شرف الدين الحجاوي واقتصر فيه على القول الراجح في المذهب، فكان زاد المستقنع الأساس في تعليم فقه الإمام أحمد للناشئين، لذلك كانت هذه الخدمة من الشيخ محمد بن عبد الله آل حسين بشرح كتاب الزاد [*]، واستيفاء الزوائد عليه وشرحها مع بيان الأدلة، مما نرجو الله سبحانه أن يجزل ثوابه عليها، وأن ينفع بها المتفقهين في الدين من الحنابلة وغيرهم، والله ولي التوفيق.
محب الدين الخطيب
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: الزاد للحجاوي مع شرحه للمؤلف رحمه الله، منشور مستقلا ضمن هذا البرنامج (المكتبة الشاملة)