للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويحرم الثعلب (١) وتحرم الجلالة (٢) التي أكثر علفها النجاسة ولبنها وبيضها حتى تحبس ثلاثًا (٣) وعن أحمد تكره ولا تحرم (٤) وعنه يحبس الطائر ثلاثًا والشاة سبعًا وما عدا ذلك أربعين يومًا (٥) وتحرم المخلاة (٦) ويحرم الهدهد والصرد (٧) ويجوز أن يعلف

النجاسة الحيوان الذي لا يؤكل ولا يحلب قريبًا (٨) ويكره أكل التراب والطين (٩) وما سقى أو سمد بنجس من الزرع والثمر محرم (١٠) فإن سقى

(١) (ويحرم الثعلب) على الصحيح من المذهب وبه قال أبو هريرة ومالك وأبو حنيفة، وعن أحمد إباحته وبه قال الشافعي والخرقي، وقال ابن عقيل: مباح لأنه يفدى في الحرم والإحرام.

(٢) (الجلالة) هذا المذهب وهو من المفردات، وقال مالك إنما كانوا يكرهون الجلالة التي لا طعام لها إلا الرجيع.

(٣) (تحبس ثلاثًا) هذا كلام الخرقي وهو المذهب، قال المصنف وتحديد الجلالة يكون أكثر علفها النجاسة لم نسمعه عن أحمد ولا هو ظاهر كلامه لكن تحديده بأن يكون كثيرًا في مأكولها ويعفى عن اليسير، وكان ابن عمر إذا أراد أكلها حبسها ثلاثًا.

(٤) (ولا تحرم) وبه قال الشافعي، وقال أبو حنيفة يكره لحمها والعمل عليها حتى تحبس، ورخص في لحومها وألبانها لأن الحيوان لا ينجس بأكل النجاسات. ولنا ما روى ابن عمر قال "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل الجلالة وألبانها" رواه أبو داود. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإبل الجلالة أن يؤكل لحمها ولا يحمل عليها إلا الأدم ولا يركبها الناس حتى تعلف أربعين يومًا" رواه الخلال.

(٥) (أربعين يومًا) يعنى في الناقة والبقر لحديث عبد الله المتقدم.

(٦) (المخلاة) وهي غير المصونة فسؤرها نجس.

(٧) (والصرد) نوع من الغربان وهو طائر أبقع أبيض البطن أخضر الظهر ضخم الرأس والمنقار يصيد العصافير وصغار الطر ويصرصر كالصقور ولا يرى إلا في شعب أو شجرة ولا يكاد يقدر عليه، وعن ابن عباس قال "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد" رواه أحمد وأبو داود.

(٨) (قريبًا) نقله ابن الحكم واحتج بكسب الحجاج والذين عجنوا من آبار ثمود.

(٩) (والطين) وذكر بعضهم أن أكله عيب في المبيع لأنه لا يطلبه إلا من به مرض.

(١٠) (محرم) هذا المذهب لحديث ابن عباس قال: "كنا نكرى أراضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونشترط عليهم أن لا يدملوها بعذرة الناس" ولأنها تتغذى بالنجاسات وتسرى فيها أجزاؤها فعلى هذا تطهر إذا سقيت الطاهرات كالجلالة إذا حبست وأطعمت الطاهرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>