للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما قد سبق من كلامه، وإلا فأي ذي مسكة من العقل يقول:

(كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)، ثم يقول منكرًا على ما قال ذلك (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) فيثبت ما قد نفاه.

وينقض ما قد بناه، هذا من طعن الملحدة، فأما أهل الشرع

فقد تعلق بالآية الأولى الفرقة التي لقبها المعتزلة بالجبر.

فقالوا: إن قوله: (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) عام يدل على أن الأفعال

الظاهرة من العباد هي من الله، وتأولوا قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) يقتضي أن لا ينسب فعل السيئة إلى الله تعالى

بوجهٍ، وجعلوا الحسنة والسيئة في الآية الأولى بمعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>