للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد يختار العاجل الخسيس على الأجل النفيس لعجلته كما وصفه بقوله تعالى: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} وأنه قد تتبع هواه كما قال: {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} وعلم ما يكون منه أدخله الجنة ليعرف النعيم الذي أعد له عياناً، فيكون إليه أشوق، ويتذوق طعم المخالفة فيكون منها أخوف، فمعلوم من حال الإنسان أن المحنة تهذبه، والاشتياق إلى ما عاينه من الخيرات يرغبه، فصار ما جرى [على آدم] من الأحوال من تمام النعمة عليه، والله أعلم بوجوه المصالح، وفي الآية حث على قبول قول من هو أعلم منك وتحري نصحك والمصلحة، وإن الإنسان إذا حفظ في دنياه قرناءه المتصلة به من قواه الشهوية والغضبية، وقرناءه المتصلة به من قواه الشهوية والغضبية وقرناءه المنفصلة عنه من أهله وولده وساس نفسه وأهله، ورعى من الله أوامره، وتجنب زواجره كان في الجنة عاجلاً وأجلاً، وإلا صار معاونة عليه ومنافعه راجعة بالمضرة إليه، كما قال تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>