للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: قوله: (هُمْ فِيهَا) راجع إلى مقتضى قوله: (ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ) وهو المسرة، تنبيها أن تلك المسرة دائمة لا كمسرّات الدنيا التي تنقطع.

وإن بقيت أسبابها. فأحوال الدنيا وإن كانت سارة متبرم منها بدوامها.

ولهذا قيل: لَلعافية تمُل أكثر مما يُملُّ البلاء.

إن قيل: المقابلة في الاثنين غير صحيحة، فإن التقابل الصحيح أن يكون المذكور في الثانية عكس المذكور في الأولى، وليس قوله: (فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) عكسا لقوله: (أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)؟

قيل: مراعاة التقابُل على ضربين: تقابل اللفظ، وتقابل المعنى.

وهو أفضلهما عند أصحاب المعاني.

فالتقابل حاصل من حيث المعنى، وعدل عن لفظ الخبر في قوله:

(أَكَفَرْتُمْ) وقوله: (فَذُوقُوا الْعَذَابَ) إشارة إلى ما يقال لهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>