للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ويحكى أن الرشيد كان يهوى جاريته ماردة هوى شديداً، فتغاضبا مرة ودام بينهما الغضب، فأمر جعفر البرمكي العباس بن الأحنف أن يعمل في ذلك شيئاً فعمل (١) :

راجع أحبتك الذين هجرتهم ... إذ المتيم قلما يتجنب

إن التجانب إن تطاول منكما ... دب السلو له ففر المطلب وأمر إبراهيم الموصلي فغنى بهما، فلما سمعه الرشيد بادر إلى ماردة فترضاها، فسألت عن السبب في ذلك فقيل لها، فأمرت لكل واحد من العباس وإبراهيم بعشرة آلاف درهم وأمرت الرشيد أن يكافئهما فأمر لهما بأربعين ألف درهم] (٢) .

وله أيضاً (٣) :

تعب يطول مع الرجاء لذي الهوى ... خير له من راحةٍ في اليأس

لولا محبتكم لما عاتبتكم ... ولكنتم عندي كبعض الناس وله أيضاً:

وحدثتني يا سعد عنها فزدتني ... جنوناً فزدني من حديثك يا سعد

هواها هوًى لم يعرف القلب غيره ... فليس له قبلٌ وليس له بعد وله أيضاً:

إذا أنت لم تعطفك إلا شفاعةٌ ... فلا خير في ودٍ يكون بشافع

فأقسم ما تركي عتابك عن قلًى ... ولكن لعلمي أنه غير نافع

وإني إذا لم ألزم الصبر طائعاً ... فلا بد منه مكرهاً غير طائع


(١) ديوانه: ٢٨.
(٢) زيادة من ر وحدها، وحذفنا منها بيتين قافيين - من قافية القاف المطلقة - سيردان في الزيادات المنقولة عن نسخة ص (انظر صفحة: ٢٤ في ما يلي) .
(٣) وردت هذه المقطعات في ديوانه: ١٦١، ٩٨، ١٧٤ وقد سقطت جميعها من س، وجميعها في المسودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>