وقال: ختمت به الفتاوى، وذكر له شيئاً من الشعر، وأنشدني بعض المشايخ قال: سمعته كثيراً ما ينشد، ولا أعلم هل هو له أم لا، وذكرهما العماد الكاتب في الخريدة:
أؤمِّل أن أحيا وفي كلِّ ساعةٍ ... تمرُّ بي الموتى تهزُّ نعوشها
وهل أنا إلا مثلهم غير أنَّ لي ... بقايا ليالٍ في الزمان أعيشها وأورد له أيضاً في الخريدة:
أؤمل وصلاً من حبيبٍ وإنني ... على ثقةٍ عما قليل أفارقه
تجارى بنا خيل الحمام كأنما ... يسابقني نحو الردى وأسابقه
فيا ليتنا متنا معاً ثم لم يذق ... مرارة فقدي لا ولا أنا ذائقه وأورد له أيضاً:
يا سائلي كيف حالي بعد فرقته ... حاشاك مما بقلبي من تنأيكا
قد أقسم الدمع لا يجفوا الجفون أسىً ... والنوم لازهارها حتى الأقيكا وأورد له أيضاً:
وما الدهر إلا ما مضى وهو فائتٌ ... وما سوف يأتي وهو غير محصل
وعيشك فيما أنت فيه فإنه ... زمان الفتى من مجمل ومفصل وكانت ولادته يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بالموصل. وتوفي ليلة الثلاثاء الحادية عشرة من شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة بمدينة دمشق ودفن في مدرسته التي أنشأها داخل البلد، وهي معروفة به، وزرت قبره مراراً، رحمه الله تعالى.
[ولما توفي القاضي ورد من القاضي الفاضل تعزية فيه جواباً عن كتاب ورد عليه بذلك والتعزية، وصل كتاب الذات الكريمة - جمع الله شملها وسر بها أهلها ويسر إلى الخيرات سبلها وجعل في ابتغاء رضوانه قولها وفعلها - وفيه