للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعده وإن جلَّ ". فردَّ ابن حازم جميعه ولم يقبل منه شيئاً وكتب إليه:

وفعلت بي فعل المهلَّب إذ ... غمر الفرزدق بالندى الدَّثر

فبعثت بالأموال ترغبني ... كلاّ وربِّ الشفع والوتر

لا ألبس النعماء من رجلٍ ... ألبسته عاراً على الدَّهر وهذا دليل على قناعته وحسن صبره واحتماله الإضاقة.

(٨٩) وهذا سعيد بن حميد يكنّى أبا عثمان، وكان كاتباً شاعراً مترسلاً عذب الألفاظ مقدماً في صناعته جيد السرقة، حتى قال بعض الفضلاء: لوقيل لكلام سعيد وشعره: ارجع إلى أهلك، لما بقي معه منه شيء. وكان يدعي أنه من أولاد ملوك الفرس، وله من الكتب: كتاب " انتصاف العجم من العرب "، ويعرف بالتسوية (١) وله ديوان رسائل، وديوان شعر صغير (٢) .

والمطيرة: بفتح الميم وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعد الراء المفتوحة هاء، وهي قرية من نواحي سرَّ من رأى.

وعبدون الذي يضاف الدير إليه، فيقال " دير عبدون "، هو ابن مخلد وهو أخو الوزير صاعد بن مخلد، وإنما أضيف إليه لأنه كان كثير التردد إليه، والمقام فيه، والعناية بعمارته، وهو إلى جنب المطيرة، ودير عبدون أيضاً: قرب جزيرة ابن عمر، بينهما دجلة، وقد خرب الآن، وكان متنزّهاً لأهلها.

وقوله " ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا "، مأخوذ من قول عمرو بن قميئة في صفة الهلال (٣) :

كأن ابن مزنتهاً جانحاً ... فسيط لدى الأفق من خنصر والفسيط: قلامة الظفر


(١) ويعرف بالتسوية: سقط من ر.
(٢) هنا تنتهي الترجمة في المسودة وص س؛ وانظر سعيد بن حميد في الأغاني ١٨: ٩٠ - ١٠٢.
(٣) التاج واللسان (فسط) ، وروى ابن دريد كأن ابن ليلتها وقال: يعني بذلك هلالاً بدا في الجدب والسماء مغبرة، ومن رواه ابن مزنتها قال: أراد هلالاً أهل بين السحاب في الأفق الغربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>