للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طوع أيدي الظباء تقتادنا العي ... ن ونقتاد بالطعان الأسودا

نملك الصيد ثم تملكنا البي ... ض المصونات أعيناً وخدودا

تتقي سخطنا الأسود ونخشى ... سخط الخشف حين يبدي الصدودا

فترانا يوم الكريهة أحرا ... راً وفي السلم للغواني عبيداً وقيل: إنها لأصرم بن حميد ممدوح أبي تمام (١) ، والله أعلم.

ومن مشهور شعر عبد الله قوله:

اغتفر زلتي لتحرز فضل الشكر منّي ولا يفوتك أجري ...

لا تكلني إلى التوسل بالعذ ... ر لعلّي أن لا أقوم بعذري [وكان عبد الله أحد الأجواد الأسخياء؛ حكى محمد بن داود بن الجراح عن محلم بن أبي محلم الشيباني عن أبيه قال (٢) : عادلت عبد الله بن طاهر إلى خراسان فدخلنا الري وقت السحر فإذا قمرية تغرد على فنن شجرة، فقال عبد الله بن طاهر: أحسن والله أبو كبير الهذلي حيث يقول:

ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر ... وغصنك ميّاد ففيم تنوح ثم قال: ما أحسن هذا، فقلت وقد عملت على البديهة في معارضته ثم قلت:

أفي كل يوم غربةٌ ونزوح ... أما للنوى من أوبةٍ فتروح

لقد طلَّح البين المشتّ ركائبي ... فهل أرينّ البين وهو طليح

وأرّقني بالري نوح حمامةٍ ... فنحت وذو الشجو القديم ينوح

على انها ناحت فلم تذر دمعة ... ونحت وأسراب الدموع سفوح

وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخي مهامه فيح

عسى جود عبد الله ان يعكس النوى ... فتضحي عصا الأسفار وهي طريح


(١) انظر ديوان أبي تمام ٣: ٢٧٠.
(٢) قارن بما في طبقات الشعراء: ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>