للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن بخلت على سواي بحبها ... وأنفت من نظر الغلام إليها (١) وله فيها (٢) :

جاءت تزور فراشي بعد ما قبرت ... فظلت ألثم نحراً زانه الجيد

وقلت قرة عيني قد بعثت لنا ... فكيف ذا وطريق القبر مسدود

قالت هناك عظامي فيه مودعةً ... تعيث فيها بنات الأرض والدود

وهذه الروح قد جاءتك زائرةً ... هذي زيارة من في القبر ملحود وله فيها، وقيل أن هذه الأبيات لها في ولدها منه، واسمه رغبان (٣) :

بأبي نبذتك بالعراء المقفر ... وسترت وجهك بالتراب الأعفر (٤)

بأبي بذلتك بعد صونٍ للبلى ... ورجعت عنك صبرت أو لم أصبر

لو كنت أقدر أن أرى أثر البلى ... لتركت وجهك ضاحياً لم يقبر [ويروى أن المتهم بالجارية غلام كان يهواه فقتله أيضاً، وصنع فيه أبياتاً وهي (٥) :

أشفقت أن يرد الزمان بغدره ... أو أبتلى بعد الوصال بهجره

فقتلته وله علي كرامةٌ ... ملء الحشا وله الفؤاد بأسره

قمرٌ أنا استخرجته من دجنه ... لبليتي ورفعته من خدره

عهدي به ميتاً كأحسن نائمٍ ... والحزن ينحر في مقلتي في نحره


(١) كتب في المسودة:
لكن ضنن على العيون بحسنها ... وأنفت من نظر العيون إليها ثم ضبب فوقه وكتب البيت كما أثبتناه.
(٢) ديوانه: ١٤٢.
(٣) ديوانه: ١٤٤.
(٤) ر: الأغبر.
(٥) ديوانه: ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>