للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمان وأربعين وأربعمائة وحدث ببغداد وكتبنا عنه، وكان ثقة وكان يقص وكان حسن الوعظ مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري والفروع على مذهب الشافعي. وذكره عبد الغافر الفارسي في تاريخه (١) . وقال أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي: أنشدنا عبد الكريم بن هوازن القشيري لنفسه:

سقى الله وقتاً كنت أخلو بوجهكم ... وثغر الهوى في روضة الأنس ضاحك

أقمنا زماناً والعيون قريرة ... وأصبحت يوماً والجفون سوافك وقال أبو الفتح محمد بن محمد بن علي الواعظ الفراوي: وكان أبو القاسم القشيري كثيراً ما ينشد لبعضهم وهو ذو القرنين ابن حمدان المقدم ذكره في حرف الذال:

لو كنت ساعة بيننا ما بيننا ... وشهدت كيف تكرر التوديعا

أيقنت أن من الدموع محدثاً ... وعلمت أن من الحديث دموعا ولد في شهر ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلثمائة؛ وتوفي صبيحة يوم الأحد قبل طلوع الشمس سادس عشر ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة بمدينة نيسابور، ودفن بالمدرسة تحت شيخه أبي علي الدقاق، رحمه الله تعالى، ورأيت في كتابه المسمى بالرسالة بيتين أعجباني، فأحببت ذكرهما (٢) :

ومن كان في طول الهوى ذاق سلوةً ... فإني من ليلى لها غير ذائق

وأكثر شيء نلته من وصالها ... أماني لم تصدق كخطفة بارق (١٠٠) وكان ولده أبو نصر (٣) عبد الرحيم إماماً كبيراً أشبه أباه في علومه


(١) انظر Histories: (المختصر الأول، الورقة ٤٩) وأورده له عدداً آخر من المقطعات الشعرية.
(٢) الرسالة القشيرية: ٦١٧.
(٣) أخبار: نصر القشيري في تبيين كذب المفتري: ٣٠٨ والبداية والنهاية ١٢: ١٨٧ وطبقات الوعات ٤: ٢٤٩ وتاريخ عبد الغفار (الملخص الثاني، الورقة: ٩٣) وأخبار ما جرى له مع حنابلة في المنتظم وتاريخ ابن الأثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>