للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شثن البراثن في فيه وفي يده ... ما في الصوارم والعسالة الذبل

تنافس الليل فيه والنهار معاً ... فقمصاه بجلباب من المقل

والشمس منذ دعوها بالغزالة لم ... تبرز لناظره إلا على وجل ومن شعر ابن مسهر أيضاً بيتان كتبهما إلى بعض الرؤساء:

ولما اشتكيت اشتكى كل ما ... على الأرض واعتل شرقٌ وغرب

لأنك قلبٌ لجسم الزمان ... وما صح جسمٌ إذا اعتل قلب [وذكره العماد الكاتب في " الخريدة "، وبالغ في الثناء عليه، ثم قال: أنشدني العلم الشاتاني (١) له هذه القصيدة:

حسرت عن يومنا النوب ... واكتسى نواره العشب

واستقامت في مجرتها ... بالأماني السبعة الشهب

يا خليلي أين مصطبحٌ ... فيه للذات مصطحب

وثغور الزهر ضاحكة ... ودموع القطر تنسكب

ولنا في كل جارحة ... من غِنا أطياره طرب

اسقنيها بنت دسكرة ... وهي أم حين تنتسب

خندريسونٌ دون مدتها ... جاءت الأزمان والحقب

طاف يجلوها لنا رشأ ... قصرت عن لحظه القضب

أوقدتها نار وجنته ... فهي في كفيه تلتهب

ولها من ذاتها طربٌ ... فلهذا يرقص الحبب ثم قال بعد ذلك: وكان قد حكى لي كمال الدين بن السهروردي قال: كان ابن مسهر إذا أعجبه معنى لشاعر أو بيت عمل عليه قصيدة وادعاه لنفسه، واجتمع هو والأبيوردي مرة، وهو لا يعرف ابن مسهر، فجرى حديث ابن


(١) هو أبو علي الحسن بن سعيد علم الدين الشاتاني، انظر ترجمته في المجلد الثاني من الوفيات: ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>