للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنما كنى بالهر عن المحسن بن أبي الحسن ابن الفرات أيام محنتهم، لأنه لم يجسر أن يذكره يرثيه. قلت: وقد سبق ذكر المرثية في ترجمة أبي بكر العلاف (١) .

ومن غرائب (٢) الأخبار أن زوجة المحسن ابن الفرات أرادت أن تختن أبنها بعد قتل أبيه فرأت المحسن في منامها، فذكرت له تعذر النفقه، فقال لها: إن لي عند فلان عشرة آلاف دينار أودعته إياها، فانتبهت، وأخبرت أهلها فسألوا الرجل فأعترف وحمل المال عن آخره.

(١٣٣) وكان أبو العباس أحمد بن محمد بن الفرات أخو أبي الحسن المذكور أكتب أهل زمانه وأضبطهم للعلوم والآداب، وللبحتري فيه القصيدة التي أولها (٣) :

بت أبدي وجداً وأكتم وجدا ... لخيال قد بات لي منك يهدى وتوفي أبو العباس المذكور يوم الثلاثاء (٤) منتصف شهر رمضان سنة إحدى وتسعين ومائتين.

وأما أخوه أبو الخطاب جعفر بن محمد بن الفرات فإنه عرضت عليه الوزارة فأباها.

(١٣٤) وتولاها ابنه أبو الفتح الفضل بن جعفر، وكان كاتباً مجوداً، وهو المعروف بابن حنزابة، وهي أمه، وكانت جارية رومية، قلده المقتدر الوزارة يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع الآخر سنة عشرين وثلثمائة [وقيل خلع عليه في أول شهر ربيع الآخر سنة عشرين وثلثمائة، والله أعلم] (٥) ولم يزل وزيره إلى أن قتل المقتدر لأربع بقين من شوال سنة عشرين وثلثمائة، وتولى الخلافة أخوه القاهر بالله، فاستتر أبو الفتح ابن حنزابة، فولى القاهر أبا علي محمد بن علي بن مقلة الكاتب - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - الوزارة، ثم تولى أبو الفتح الدواوين في أيام القاهر أيضاً، وخلع القاهر وسملت عيناه في يوم الأربعاء لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة.


(١) انظر ج ٢: ١٠٩.
(٢) ر: غريب.
(٣) ر: وللبحتري المعروف فيه القصيدة المشهورة التي أولها؛ وانظر ديوان البحتري: ١: ٥٦٩.
(٤) ر: ليلة السبت.
(٥) سقط من لي.

<<  <  ج: ص:  >  >>