للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وولي الخلافة الراضي بالله ابن المقتدر بالله المقدم ذكره، فقلد أبا الفتح ابن حنزابة الشام، فتوجه إليها، ثم إن الراضي بالله ولاه الوزارة، وهو يومئذ مقيم بحلب، وعقد له الأمر فيها يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وعشرين وثلثمائة، وكوتب بالمسير إلى الحضرة، فوصل إلى بغداد يوم الخميس لست خلون من شوال من السنة، فأقام ببغداد قليلاً (١) ، فرأى الأمور مضطربة، وقد استولى الأمير أبو بكر محمد بن رائق على الحضرة، فتحدث أبو الفتح مع ابن رائق في أنه يعود إلى الشام، وأطمعه في حمل الأموال إليه من مصر والشام، فعاد إليها في الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين، فأدركه أجله بغزة، وقيل بالرملة، وجاءت الكتب إلى الحضرة بموته في يوم الأحد لثمان خلون من جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وقيل ست وعشرين والأول أصح ودفن في داره بالرملة. وكان مولده في ليلة السبت لسبع (٢) ليال بقين من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين، وكانت الكتب تصدر باسمه في الشام.

وأما ابنه أبو الفضل جعفر بن الفضل فقد سبق ذكره في حرف الجيم من هذا الكتاب (٣) ، وتاريخ وفاته ومولده، رحمهم الله تعالى أجمعين.

وهذا الذي ذكرته في هذه الترجمة نقلته من عدة مواضع: منها كتاب " أخبار الوزراء " تأليف الصاحب ابن عباد، وكتاب " عيون السير " تأليف محمد بن عبد الملك الهمداني، وكتاب " الوزراء " تأليف أبي عبد الله محمد بن أحمد الفارسي (٤) ، وما منهم أحد تعرض إلى قضية عبد الله بن المعتز.

وترجمة ابن الفرات المذكور تترتب على قضية ابن المعتز فلا بد من ذكر شيء من أحوالها، وأصح التواريخ نقلاً تاريخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، فنذكر ما قاله في حوادث سنة ست وتسعين ومائتين: إن القواد والكتّاب اجتمعوا على خلع الخليفة المقتدر، وتناظروا فيمن يجعلونه موضعه، فأجمعوا (٥) رأيهم على عبد الله بن المعتز، وناظروه في ذلك، فأجابهم إليه على أنه لا يكون


(١) ر: فوصل إلى بغداد ليتولى الوزارة.
(٢) ر: لتسع.
(٣) المجلد الأول: ٣٤٦.
(٤) لي: القادسي.
(٥) ر: فاجتمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>