(١) نسخة المجمع العلمي العراقي، ورمزها (مج) : كتب على الورقة الأولى منها " الخامس من تاريخ ابن خلكان " وتحت هذه العبارة بخط مختلف " بخط مصنفه رحمه الله تعالى " ثم ذكر لبعض التملكات.
وهذه النسخة في ١٥٠ ورقة مسطرتها ١٧×٢٧ سم وفي كل صفحة ١٢ سطراً ومعدل الكلمات في السطر الواحد ٧ كلمات، وتبدأ بترجمة الأمير المختار عز الملك المسبحي وتنتهي بترجمة الحاكم بأمر الله العبيدي وقد وقع فيها خرم كبير عند الورقة ١٤١/ أضاعت بسببه تراجم كثيرة. وعند مقارنتها بالنسخ الأخرى تبين لنا أنها نسخة غريبة حقاً لعدة أمور: فهي تسقط كثيراً من النصوص الورادة في النسخ الأخرى حتى فيما عددناه نسخاً لا تمثل العمل النهائي للمؤلف، وتنفرد بزيادات في الترجمة الواحدة لا ترد في أية نسخة سواها، وأحياناً يجيء نص الرواية المشتركة بينها وبين النسخ الأخرى بعبارة مختلفة كثيراً، وقد سقطت منها بعض التراجم التي لا ريب في أنها من عمل النؤلف، كترجمة ابن مقلة، وانفردت بإيراد ترجمة محمد بن عبد الله بن طاهر ولم ترد في غيرها، كذلك فإن سياق بعض الترجمات فيها (مثل ترجمة ابن الزيات وابن العميد والملك الكامل) مختلف في مجمله عما اتفقت عليه سائر النسخ ولذلك أثبتنا هذه الترجمات مرتين: مرة كما وردت في النسخ المتفقة ومرة كما وردت في (مج) .
وعلى الرغم مما تتمتع به هذه النسخ من دقة وضبط فإنها ليست بخط المؤلف كما توهم العبارة المكتوبة على الورقة الأولى، ذلك أنه لا جدال في أن مسودة المؤلف هي النسخ المحفوظة في المتحف البريطاني، وعند مقارنة الخط فيها بالخط في هذه النسخة بتبدي الاختلافق واضحاً حتى لمن لم يكن ذا خبرة بأنواع الخطوط؛ كذلك فإن في حاشية النسخة (مج) بخط الناسخ نفسه إشارة إلى أنه ينقل عن أصل، ومثل هذا يبعد أن تكون نسخة المؤلف؛ ثم أن اعتبارها " الخامس " من تاريخ ابن خلكان ينفي عنها النسبة إلى المؤلف مباشرة لأن تجزئة المؤلف (كما سيتبين عند الحديث عن المختار) تختلف اختلافاً بعيداً عن هذه النسخة التجزئة.
ومهما يكن من شيء فإن الخصائص التي تفرد هذه النسخة عما عداها تضعنا أمام سؤال ليس من الممكن أن نجيب عليه، وذلك هو: كيف يفسر مثل هذا