للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بأس أن نعيد هنا حقيقتين وردنا في النصوص التي نقلناها عن ولد المؤلف وهما:

(١) أن نقل المجلد الثاني من المختار بدأ في ذي الحجة سنة ٧٠١، وهذا يعني طبعاً أن نقل المجلد الأول بدأ قبل ذلك، ولكنا لا نظنه بدأ قبل العام المذكور.

(٢) أن ابن المؤلف حين كان ينقل المجلد الأول وبعض الثاني كان يسكن مدينة بعلبك، ونزيد هنا أنه حين انتهى من ترجمة ابن شداد (الورقة ٢٨٩) انتقل من بعلبك إلى دمشق، وهو يشير إلى ذلك بقوله: " قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به: هذا آخر ما نقلته من أول كتاب وفيات الأعيان المشار إليه إلى هذا المكان بمدينة بعلبك المحروسة، وذلك في يوم الاثنين سابع صفر سنة اثنتين وسبعمائة، ويتلوه ما أنقله منه بدمشق المحروسة إن شاء الله تعالى ".

ثم انتهى من نقل بقية الكتاب بدمشق يوم الأحد ثالث شهر ربيع الآخر سنة ٧٠٢ وهو يسكن قبل الصالحيين بخط ابن جهاركس، قال: " وكان مبدأ ما اخترته منه بدمشق عند قدومي إليها من بعلبك يوم الأحد العشرون من شهر ربيع الأول سنة ٧٠٢ ". وهذا يفيد أنه حين كان في بعلبك أنهى حوالي ١٣٨ ورقة في ٦٥ يوماً، وحين كان في دمشق أنجز نسخ ٤٥ ورقة في ١٢ يوماً، وذلك يعطي فكرة تقريبية عن نسخ الكتاب كله، إذا كان النسخ متتابعاً دون انقطاع؛ ويجب أن نذكر هنا أن النسخ لم يكن دائماً مطرداً، لأن موسى كان يختار، ويتوقف عندما يحذفه أو يثبته.

تلك هي نسخة " المختار " وعلى أنها غير كاملة، وقد سقطت منها أوراق في عدة مواضع، فإنها تعد نسخة بالغة الأهمية، ولعلها تلي " مسودة المؤلف " من حيث القيمة؛ ولما كان جانب كبير من مسودة المؤلف بعد حرف الغين ما يزال مفقوداً، فقد كانت الاستعانة بالمختار أمراً ضرورياً أثناء التحقيق لأنه منقول مباشرة عن نسخة المؤلف، ولأن الذي نقله امرؤ عرف المؤلف والكتاب معرفة وثيقة، وهو رجل مثقف ذو مشاركة حسنة في الفن الذي ندب نفسه لأدائه (وسنتحدث عنه بشيء من التفصيل عند الحديث عن المؤلف وكتابه وما

<<  <  ج: ص:  >  >>