للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كاتب أبي جعفر المنصور ومولاه، وكان تائها معجبا، كريما بليغا فصيحا، أعور. وكان المنصور وولده المهدي يقدمانه، ويحتملان أخلاقه لفضله وبلاغته ووجوب حقه، وولي لهما الأعمال الكبار، وله رسائل مجموعة من جملتها رسالة الخميس (١) التي تقرأ لبني العباس.

ويحكى أن الفضل دخل عليه حاجبه يوما فقال له (٢) : إن بالباب رجلا زعم (٣) أن له سببا يمت به إليك، فقال: أدخله فإذا هو شاب حسن الوجه رث الهيئة، فسلم، فأوما إليه بالجلوس فجلس، فقال له بعد ساعة: ما حاجتك قال، أعلمتك بها رثاثة ملبسي (٤) ، قال: نعم، فما الذي تمت به إلي قال: ولادة تقرب من ولادتك، وجوار يدنو من جوارك، واسم مشتق من اسمك، قال الفضل: أما الجوار فيمكن، وقد يوافق الاسم الاسم، ولكن من أعلمك بالولادة قال: أخبرتني أمي أنها لما ولدتني قيل لها: قد ولد هذه الليلة ليحيى بن خالد غلام وسمي الفضل، فسمتني أمي فضيلا إكبارا لاسمك أن تلحقني به، وصغرته لقصور قدري عن قدرك، فتبسم الفضل وقال له: كم أتى عليك من السنين قال: خمس وثلاثون سنة، قال: صدقت، هذا المقدار الذي أعد، قال: فما فعلت (٥) أمك قال: ماتت، قال: فما منعك من اللحاق بنا متقدما قال: لم أرض نفسي للقائك، لأنها كانت في عامية معها حداثة تقعدني عن لقاء الملوك، وعلق هذا بقلبي منذ أعوام، فشغلت نفسي بما يصلح للقائك حتى رضيت نفسي (٦) ، قال: فما تصلح له قال: الكبير من الأمر والصغير، قال: يا غلام، أعطه لكل عام مضى من سنه ألف درهم، وأعطه


(١) س ل: الجيش، ن: الحسن؛ ورسالة الخميس هذه مما احتفظ به ابن طيفور في كتابه " المنظوم والمنثور ".
(٢) انظر القصة في تمام المتون: ٢٦٥.
(٣) ر: يزعم.
(٤) ن: حالي.
(٥) ر: عملت.
(٦) حتى ... نفسي: سقط من ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>