للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إن الفضل بن الربيع خاف من المأمون إن انتهت الخلافة إليه، فزين للأمين أن يخلع المأمون من ولاية العهد، ويجعل ولي عهده موسى بن الأمين، وحصلت الوحشة بين الأخوين إلى أن سير المأمون جيشا من خراسان مقدمه طاهر بن الحسين المقدم ذكره بإشارة وزيره الفضل بن سهل، وأخرج الأمين من بغداد جيشا بإشارة وزيره الفضل بن الربيع المذكور، مقدمه علي بن عيسى ابن ماهان، فالتقيا، وقتل علي بن عيسى، وذلك في سنة أربع (١) وتسعين ومائة.

ثم اضطربت أحوال الأمين وقويت شوكة المأمون، ولما رأى الفضل ابن الربيع الأمور مختلة استتر في رجب سنة ست وتسعين ومائة، ثم ظهر لما ادعى إبراهيم بن المهدي الخلافة ببغداد، كما ذكرته في ترجمته، واتصل به ابن الربيع، فلما اختل حال إبراهيم استتر ابن الربيع ثانيا، وشرح ذلك يطول.

وخلاصته أن طاهر بن الحسين سأل المأمون الرضا عنه، فأدخله عليه، وقيل غير ذلك، إلا أنه لم يزل بطالا إلى أن مات، ولم يكن له في دولة المأمون حظ، والله أعلم] (٢) .

وكتب (٣) إليه أبو نواس يعزيه في الرشيد، ويهنئه بولاية ولده الأمين (٤) :

تعز أبا العباس عن خير هالك ... بأكرم حي كان أو هو كائن

حوادث أيام تدور صروفها ... لهن مساو مرة ومحاسن

وفي الحي بالميت الذي غيب الثرى ... فلا أنت مغبون ولا الموت غابن وفيه أيضا قال أبو نواس من جملة أبيات:

وليس لله (٥) بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد


(١) ر: ست.
(٢) ما بين معقفين انفردت به ر: ولم يأت في المختار من هذه الترجمة بعد ذلك سوى بيت أبي نواس " وليس لله ... الخ " وسقط سائرها.
(٣) في جميع النسخ ما عدا ر: فكتب، لأن النص أصلا: ومات الرشيد والفضل مستمر على وزارته فكتب ... الخ.
(٤) ديوان أبي نواس: ١٣٠.
(٥) ر: ليس على الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>