للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبوك يقحمك المهالك ويولجك المضايق دون أخويك الحسن والحسين فقال: لأنهما كانا عينيه، وكنت يديه، فكان يقي عينيه بيديه.

ومن كلامه: ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا حتى يجعل الله له فرجا.

ولما دعا ابن الزبير إلى نفسه وبايعه أهل الحجاز بالخلافة دعا عبد الله بن العباس ومحمد بن الحنفية رضي الله عنهما إلى البيعة، فأبيا ذلك وقالا: لا نبايعك حتى تجتمع لك البلاد، ويتفق الناس، فأساء جوارهم وحصرهم وآذاهم، وقال لهم (١) : لئن لم (٢) تبايعا أحرقتكما بالنار، والشرح في ذلك يطول.

وكانت ولادته لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وتوفي رحمه الله في أول المحرم سنة إحدى وثمانين للهجرة، وقيل سنة ثلاث وثمانين، وقيل سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين بالمدينة، وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان، وكان والي المدينة يومئذ، ودفن بالبقيع، وقيل إنه خرج إلى الطائف هاربا من ابن الزبير فمات هناك، وقيل إنه مات ببلاد أيلة.

والفرقة الكيسانية تعتقد إمامته وأنه مقيم بجبل رضوى، وإلى هذا أشار كثير عزة بقوله من جملة أبيات، وكان كيساني الاعتقاد (٣) :

وسبط لا يذوق الموت حتى ... يقود الخيل يقدمها اللواء

تغيب لا يرى فيهم زمانا ... برضوى عنده عسل وماء وكان المختار بن أبي عبيد الثقفي يدعو الناس إلى إمامة محمد بن الحنفية، ويزعم أنه المهدي، وقال الجوهري في كتاب " الصحاح " (٤) : كيسان لقب


(١) كذا في جميع النسخ ما عدا بر، بصيغة الجمع.
(٢) س لي ل: والله إن لم.
(٣) نسب البيتان لكثير في أكثر المصادر (عيون الأخبار ٢: ١٤٤ والشعر والشعراء: ٤٢٣ والأغاني ٩: ١٤ ومروج الذهب ٣: ٨٧ وغيرهما) وقال أبو الفرج في الأغاني ٧: ٢٣٨ الأبيات للسيد الحميري وأضاف: وهذه الأبيات يعينها تروى لكثير.
(٤) الصحاح ٢: ٩٧٠ (كيس) .

<<  <  ج: ص:  >  >>