للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يكن في بيته مثله ولا نال أحد منهم ما ناله من المناصب مع كثرة رؤساء بيته، وذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق.

وله نظم جيد، فمن ذلك ما أنشدني له بعض أهل بيته وهو:

ولقد أتيتك والنجوم رواصد (١) ... والفجر وهم في ضمير المشرق

وركبت م (٢) الأهوال كل عظيمة ... شوقا إليك لعلنا أن نلتقي وقال عماد الدين الكاتب الأصبهاني في الخريدة في ترجمة القاضي كمال المذكور: أنشدني لنفسه هذين البيتين في ثالث شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين، وقد تذكرت قول أبي يعلى ابن الهبارية الشريف في معنى الصبح وإبطائه:

كم ليلة بت مطويا على حرق ... أشكو إلى النجم حتى كان يشكوني

والصبح قد مطل الشرق العيون (٣) به ... كأنه حاجة في كف (٤) مسكين ثم قال: لو قال " تقضى لمسكين " لكان أحسن فإنها تمطل [بقضائها] ثم قال: وكلاهما أحسن وأجاد.

وقيل: إنه كتب إلى ولده محيي وهو بحلب، وذكر في الخريدة انهما له:

عندي كتائب أشواق أجهزها ... إلى جنابك إلا أنها كتب

ولي أحاديث من نفسي أسر بها ... إذا ذكرتك إلا أنها كذب وقيل: إنه لما ضعف وكبر وقلت حركته (٥) كان ينشد في كل وقت:

يا رب لا تحيني إلى زمن ... أكون فيه كلا على أحد


(١) ت: ولقد ذكرتك والعيون هواجع؛ من بر: رواكد.
(٢) الخريدة ٢: ٣٢٦.
(٣) المختار: العبور.
(٤) ن: نفس.
(٥) ر والمختار: كبر وضعفت حركته.

<<  <  ج: ص:  >  >>