خذ بيدي قبل أن أقول لمن ... ألقاه عند القيام: خذ بيدي ولا أعلم هل هذان البيتان له أم لا، ثم وجدت هذين البيتين من جملة أبيات لأبي الحسن محمد بن علي بن الحسن بن أبي الصقر الواسطي - وسيأتي ذكره وذكر البيتين إن شاء الله تعالى -.
وكانت ولادته سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، بالموصل. وتوفي يوم الخميس سادس المحرم سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بدمشق، ودفن من الغد بجبل قاسيون رحمه الله تعالى، وكان عمره حين وتوفي ثمانين سنة وأشهرا، ورثاه ولده محيي الدين محمد، وأوصى بولاية ابن أخيه أبي الفضائل القاسم بن يحيى بن عبد الله الملقب ضياء الدين، فأنفذ السلطان وصيته، وفوض القضاء بدمشق إلى ضياء الدين المذكور، فأقام به مدة، ثم عرف أن ميل السلطان إلى الشيخ شرف الدين ابن أبي عصرون - المقدم ذكره - فسأله الإقالة فأقيل وتولى شرف الدين.
(١٧٣) وكان القاضي (١) ضياء الدين أبو الفضائل القاسم بن القاضي تاج الدين أبي طاهر يحيى بن عبد الله المذكور قد سمع الحديث بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي، وروى عن عمارة اليمني الفقيه شيئا من شعره. وتولى القضاء بدمشق بعد عمه كمال الدين. ولما انفصل عن القضاء صار يتردد في الرسائل إلى بغداد، ولما مات السلطان صلاح الدين سيره ولده الملك الأفضل نور الدين علي صاحب دمشق رسولا إلى بغداد بهدايا وتحف، وصار له هناك منزلة ومكانة جيدة. ثم عاد إلى دمشق وتولى نظر الأوقاف بها، ثم فارق دمشق وقدم الموصل وتولى القضاء بعد الشيخ عماد الدين أبي حامد محمد بن يونس - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - وكانت ولاية ضياء الدين في صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ثم فارق بغداد باختياره على القضاء يحكم ويتصرف كما كان، في شهر ذي الحجة سنة سبع وتسعين، ولم يجر هذا لأحد غيره، وعبر على الموصل ولم يدخلها، وانتهى إلى مدينة حماة فولاه الملك المنصور ناصر الدين محمد بن تقي
(١) من هنا حتى آخر الترجمة انفردت به ن؛ وانظر ترجمة ضياء الدين في الخريدة (قسم الشام) ٢: ٣٤٣ وطبقات السبكي ٤: ٢٩٨.