للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما غير الجل أخلاق الحمير ولا ... نقش البراذع أخلاق البراذين (١) والمبرد: بضم الميم وفتح الباء الموحدة والراء المشددة وبعدها دال مهملة، وهو لقب عرف به، واختلف العلماء في سبب تلقيبه بذلك، فالذي ذكره الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الألقاب أنه قال: سئل المبرد: لم لقبت بهذا اللقب فقال: كان سبب ذلك أن صاحب الشرطة طلبني للمنادمة والمذاكرة، فكرهت الذهاب إليه، فدخلت إلى أبي حاتم السجستاني، فجاء رسول الوالي يطلبني (٢) ، فقال لي أبو حاتم: ادخل في هذا، يعني غلاف مزملة فارغا، فدخلت فيه وغطى رأسه، ثم خرج إلى الرسول وقال: ليس هو عندي، فقال: أخبرت أنه دخل إليك، فقال: إدخل الدار وفتشها، فدخل فطاف كل موضع في الدار ولم يفطن لغلاف المزملة، ثم خرج فجعل أبو حاتم يصفق وينادي على المزملة: المبرد المبرد، وتسامع الناس بذلك فلهجوا به. وقيل إن الذي لقبه بهذا اللقب شيخه أبو عثمان المازني، وقيل غير ذلك.

وهبنقة: بفتح الهاء والباء الموحدة والنون المشددة والقاف وبعدها هاء ساكنة، وهو لقب أبي الودعات يزيد بن ثروان القيسي، وقيل كنيته أبو نافع، وبه يضرب المثل في الحمق فيقال أحمق من هبنقة القيسي " (٣) لأنه كان قد شردله بعير فقال: من جاء به فله بعيران، فقيل له: أتجعل في بعير بعيرين فقال: إنكم لاتعرفون حلاوة الوجدان، فنسب إلى الحمق بهذا السبب، وسارت به الأشعار فمن ذلك قول أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي - وسيأتي ذكره إن شاء الله - في شيبة بن الوليد العبسي عم دقاقة (٤) ، من جملة أبيات:


(١) وكان كثيراً ... البراذين: سقط من س ن ل لي ت ق بر من؛ وسقط من قبله الأبيات في ثمالة لأنها وردت في النص الذي انفردت به ق قبلاً.
(٢) ق ر بر من والمختار: فطلبني.
(٣) مجمع الأمثال ١: ١٤٦ وأورد أبيات اليزيدي (ص: ١٤٧) وكذلك في الأغاني ٢٠: ١٩١ وفصل المقال: ٢٣٠ وحماسة البحتري: ١٥٨؛ وقد سقط ضبط " هنبقة " من ق.
(٤) لي: دفافة؛ بر من: دفاقة، وفي الأغاني: ذفافة.

<<  <  ج: ص:  >  >>