للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إما تري رأسي حاكى لونه ... طرة صبح تحت أذيال الدجى

واشتعل المبيض في مسوده ... مثل اشتعال النار في جزل الغضى ثم قال المسعودي: وقد عارضه في هذه القصيدة المعروفة جماعة من الشعراء منهم أبو القاسم علي (١) بن محمد بن أبي الفهم الأنطاكي التنوخ، وعدد جمعا ممن عارضها.

قلت أنا: وقد اعتنى بهذه المقصورة خلق من المتقدمين والمتأخرين، وشرحوها وتكلموا على ألفاظها، ومن أجود شروحها وأبسطها شرح الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن هشام ابن إبراهيم اللخمي السبتي، وكان متأخرا توفي في حدود سنة سبعين وخمسمائة، وشرحها الإمام أبو عبد الله محمد ابن جعفر المعروف بالقزاز صاحب كتاب الجامع في اللغة - وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى - وشرحها غيرهما أيضا (٢) .

ولا بن دريد من التصانيف المشهورة كتاب " الجمهرة " وهو من الكتب المعتبرة في اللغة، وله كتاب " الاشتقاق " وكتاب " السراج واللجام " وكتاب " الخيل " الكبير، وكتاب " الخيل " الصغير، وكتاب " الأنواء " وكتاب " المقتبس " وكتاب " الملاحن " وكتاب " زوار العرب " (٣) وكتاب " اللغات " وكتاب " السلاح " وكتاب " غريب القرآن " لم يكمله، وكتاب " المجتبى " (٤) وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة، وكذلك " الوشاح " صغير مفيد (٥) .

وله نظم رائق جدا (٦) ، وكان من تقدم من العلماء يقول: ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء [فمن أول شعر قاله قوله:


(١) ق: القاسم بن علي.
(٢) قد نشرت المقصورة بشرح التبريزي.
(٣) كذا ورد في الأصول؛ وفي الفهرست: رواة العرب؛ ولعله " أذواء العرب ".
(٤) س لي والفهرست: المجتبى، واللفظة غير معجمة في ن ل ت وببعض أعجام في بر من. وقد طبع باسم " المجتبى " في حيدر آباد الدكن (١٣٦٢) .
(٥) بعض أسماء كتبه سقطت في ق.
(٦) ق: جيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>