للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثوب الشباب علي اليوم بهجته ... وسوف تنزعه عني يد الكبر

أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت ... إن ابن عشرين من شيب على خطر] (١) ومن مليح شعره قوله (٢) :

غراء لو جلت الخدود شعاعها ... للشمس عند طلوعها لم تشرق

غصن على دعص تأود فوقه ... قمر تألق تحت ليل مطبق

لو قيل للحسن احتكم لم يعدها ... أو قيل خاطب غيرها لم ينطبق

وكأننا من فروعها في مغرب ... وكأننا من وجهها في مشرق

تبدو فيهتف للعيون ضياؤها ... الويل حل بمقلة لم تطبق ولولا خوف الإطالة لذكرت كثيرا من شعره (٣) .

وكانت ولادته بالبصرة في سكة صالح سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ونشأ بها وتعلم فيها، وأخذ عن أبي حاتم السجستاني والرياشي وعبد الرحمن بن عبد الله المعروف بابن أخي الأصمعي وأبي عثمان سعيد بن هارون الأشنانداني صاحب كتاب المعاني وغيرهم، ثم انتقل عن البصرة مع عمه الحسين عند ظهور الزنج (٤) وقتلهم الرياشي - كماسبق في ترجمته (٥) - وسكن عمان وأقام بها اثنتي عشرة سنة، ثم عاد إلى البصرة وسكنها زمانا، ثم خرج إلى نواحي فارس وصحب ابني ميكال، وكانا يومئذ على عمالة فارس، وعمل لهما كتاب الجمهرة وقلداه ديوان فارس، وكانت تصدر كتب فارس عن رأيه، ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه، فأفاد معهما أموالا عظيمة، وكان مفيدا مبيدا لا يمسك درهما سخاء وكرما، ومدحهما بقصيدته المقصورة فوصلاه بعشرة آلاف درهم، ثم انتقل من فارس إلى بغداد، ودخلها سنة ثمان وثلثمائة بعد عزل ابني ميكال وانتقالهما إلى


(١) زيادة من ق.
(٢) ديوانه: ٨٦.
(٣) بعد هذه العبارة اختلف ترتيب النص في ق عما هو عليه في النسخ الأخرى.
(٤) س: السونج.
(٥) انظر ما تقدم ٣: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>