للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التاريخ - وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة ابن جرير.

وأبو بكر المذكور أحد الشعراء المجيدين الكبار المشاهير، كان إماما في اللغة والأنساب، أقام بالشام مدة وسكن بنواحي حلب، وكان مشارا إليه في عصره. ويحكى أنه قصد حضرة ابن عباد وهو بأرجان، فلما وصل إلى بابه قال لأحد حجابه: قل للصاحب على الباب أحد الأدباء وهو يستأذن (١) في الدخول، فدخل الحاجب وأعلمه، فقال الصاحب، قل له: قد ألزمت نفسي أن لايدخل علي من الأدباء إلا من يحفظ عشرين ألف بيت من شعر العرب، فخرج إليه الحاجب وأعلمه بذلك، فقال له أبو بكر: ارجع إليه وقل له: هذا القدر من شعر الرجال أم من شعر النساء فدخل الحاجب فأعاد عليه ماقال، فقا الصاحب: هذا يريد أن يكون أبا (٢) الخوارزمي، فأذن له في الدخول، فدخل عليه فعرفه وانبسط له.

وأبو بكر المذكور له ديوان رسائل وديوان شعر. وقد ذكره الثعالبي في كتاب " اليتيمة " (٣) ، وذكر قطعة من نثره ثم أعقبها بشي من نظمه، فمن ذلك قوله:

رأيتك إن أيسرت خيمت عندنا ... مقيما وإن أعسرت ررت لماما

فما أنت إلا البدر إن قل ضوؤه ... أغب إن زاد الضيا أقاما [يشير إلى قول ابنة عبيد الله بن مطيع لزوجها يحيى بن طلحة: ما رأيت ألأم من أصحابك، إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، فقال: هذا من كرمهم، يأتوننا في حال القوة منا عليهم ويعافوننا في حال الضعف منا عنهم؛ وأنشدني عثمان بن سعيد بن تولوا لنفسه:

متواضع كالغصن يدنوا مثمرا ... فإذا أنالك ماعليه ترفعا] (٤)


(١) ق: يستأذن عليك.
(٢) أن سقطت من ر مج؛ ق: هذا تراه يكون؛ وفي ر مج والمختار: أبو؛ بر: هذا يكون أبا.
(٣) اليتيمة ٤: ١٨٤.
(٤) زيادة انفردت بها مج.

<<  <  ج: ص:  >  >>