للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره أيضا:

يا من يحاول صرف الراح يشربها ... ولا يفك لما يلقاه قرطاسا

الكاس والكيس لم يقض امتلاؤهما ... ففرغ الكيس حتى تملأ الكاسا وفيه يقول أبو سعيد أحمد بن شهيب (١) الخوارزمي:

أبو بكر له أدب وفضل ... ولكن لا يدوم على الوفا

مودته إذا دامت لخل ... فمن وقت الصباح إلى المساء وملحه ونوادره كثيرة.

ولما رجع من الشام سكن نيسابور ومات بها في منتصف شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وثلثمائة. وذكر شيخنا ابن الأثير في تاريخه أنه توفي سنة ثلاث وتسعين، والله أعلم، رحمه الله تعالى (٢) .

وكان قد فارق الصاحب ابن عباد غير راض عمل فيه:

لا تحمدن ابن عباد وإن هطلت ... يداه بالجود حتى أخجل الديما

فإنها خطرت من وساوسه ... يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما فبلغ ابن عباد ذلك، فلما بلغه خبر موته أنشد:

أقول لركب من خراسان قافل ... أمات خوارزميكم قيل لي: نعم

فقلت: اكتبوا بالجص من فوق قبره ... ألا لعن الرحمن من كفر النعم قلت: هكذا وجدت هذين البيتين منسوبين إلى أبي بكر الخوارزمي المذكور في الصاحب ابن عباد، ذكر ذلك جماعة من الأدباء في مجاميعهم وفي مذكراتهم.

(١٩٤) ثم نظرت في كتاب " معجم الشعراء " (٣) تأليف المرزباني، فوجدت


(١) ل لي ت بر من: شبيب.
(٢) هامش ن: وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة، هكذا ذكره الثعالبي في " اليتيمة " وغيره؛ وقوله: وذكر شيخنا ... تعالى: سقط من س ن لي ل بر من.
(٣) معجم المرزباني: ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>