للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشعر قريش لم أبعد عن الصدق، وسيشهد بما أخبر به (١) شاهد عدل من شعره العالي القدح الممتنع عن القدح، الذي يجمع إلى السلاسة متانة وإلى السهولة رصانة ويشتمل على معان يقرب جناها ويبعد مداها. وكان أبوه يتولى قديما (٢) نقابة نقباء الطالبين، ويحكم فيهم أجمعين، والنظر في المظالم والحج بالناس، ثم ردت هذه الأعمال كلها إلى ولده الرضي المذكور في سنة ثمان وثمانين وثلثمائة وأبوه حي.

ومن غرر شعره ما كتبه إلى الإمام القادر بالله أبي العباس أحمد بن المقتدر من جملة قصيدته (٣) :

عطفا أمير المؤمنين فإننا ... في دوحة العلياء لا نتفرق

ما بيننا يوم الفخار تفاوت ... أبدا، كلنا في المعالي معرق

إلا الخلافة ميزتك، فإنني ... أنا عاطل منها وأنت مطوق ومن جيد شعره قوله أيضا (٤) :

رمت المعالي فامتنعن ولم يزل ... أبدا يمانع عاشقا معشوق

وصبرت حتى نلتهن ولم أقل ... ضجرا: دواء الفارك التطليق وله من جملة أبيات (٥) :

يا صاحبي قفا لي واقضيا وطرا ... وحدثاني عن نجد بأخبار

هل روضت قاعة الوعساء أم مطرت ... خميلة الطلح ذات البان والغار

أم هل أبيت ودار دون كاظمة ... وداري، وسمار ذاك الحي سماري


(١) ر ل لي ق: أخبرته؛ اليتيمة: أجريه؛ مج: أجريه من ذكره.
(٢) لي: قديماً متولي.
(٣) ديوانه ٢: ٤٢.
(٤) ديوانه ٢: ٥٠؛ ق مج بر: ومن جيد قوله أيضاً.
(٥) ديوانه ١: ٥١٧؛ وقد وردت الأبيات في ر بعد قوله " وديوان شعره ... ذكره " وسقطت من النسخ الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>