للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضوع أرواح نجد من ثيابهم ... عند القدوم لقرب العهد بالدار وديوان شعره كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو كثير الوجود فلاحاجة إلى الإكثار من ذكره.

وذكر أبو الفتح ابن جني النحوي - المقدم ذكره (١) - في بعض مجاميعه أن الشريف الرضي المذكور أحضر إلى ابن السيرافي النحوي وهو طفل جدا لم يبلغ عمره عشر سنين فلقنه النحو، وقعد معه يوما في حلقته (٢) ، فذاكره بشيء من الإعراب على عادة التعليم، فقال له: إذا قلنارأيت عمر فما علامة النصب في عمر فقال له الرضي: بغض علي؛ فعجب السيرافي والحاضرون من حدة خاطره. وذكر أنه تلقن القرآن بعد أن دخل في السن فحفظه في مدة يسيرة. وصنف كتابا في معاني القرآن الكريم يتعذر وجود مثله دل على توسعه في علم النحو واللغة، وصنف كتابا في مجازات القرآن فجاء نادرا في بابه.

وقد عني بجمع ديوان الشريف الرضي المذكور جماعة، وأجود ما جمع الذي جمعه أبو حكيم الخبري (٣) .

ولقد أخبرني بعض الفضلاء (٤) أنه رأى في مجموع أن بعض الأدباء اجتاز بدار الشريف الرضي المذكور بسر من رأى (٥) ، وهو لايعرفها، وقد أخنى عليها الزمان وذهبت بهجتها وأخلقت ديباجتها، وبقايا رسومها تشهد له بالنضارة وحسن الشارة، فوقف عليها متعجبا من صروف الزمان وطوارق الحدثان، وتمثل بقول الشريف الرضي المذكور (٦) :


(١) ج ٣: ٢٤٦.
(٢) ر: الحلقة.
(٣) الخبري: بفتح الخاء وإسكان الباء نسبة إلى خبر وهي قرية من قرى شيراز نسب إليها أبو حكيم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله المعلم (الأنساب واللباب: الخبري) قلت: والنسخة التي جمعها الخبري من ديوان الشريف لا تزال موجودة، وقد اعتمدت عليها في دراستي لشعر الرضي.
(٤) ن: جماعة الفضلاء.
(٥) ل لي ت مج بر: ببغداد.
(٦) ديوانه ١: ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>