للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعرفه، وهذا الذي خرج من قبره أمس الناس رحما به وأسرهم بموته، فقال له معاوية: لقد رأيت عجبا، فمن الميت قال: هو عثير بن لبيد العذري.

[ويقرب من هذا ما ذكره الأمير المسبحي في كتاب الحمة الذي ألفه للظاهر بن الحاكم سنة اثنتين عشرة وأربعمائة قال، قال محمود المادرائي: كنت متوجها إلى الديوان فدخلنا الأبلة فصعدت من السفينة لحاجة، ووقفت على تل رماد عتيق وعن لي أن أنشدت قول الشاعر:

يا رب قائله يوما وقد لغبت ... كيف الطريق إلى حمام منجاب وكان شيخ من أهل الأبلة جالسا على قرب من الموضع، فقال لي: يافتى، تعرف حمام منجاب قلت: لا، قال: فأنت واقف على مستوقده؛ فعجب من الاتفاق في ذلك] (١) .

ومثل هاتين القضيتين ما ذكره الخطيب أبو زكريا التبريزي في كتاب " شرح الحماسة " (٢) وذكر غيره أيضا أن عمرو بن شاس الأسدي الشاعر المشهور كانت له امرأة من قومه، وابن من أمه سوداء يقال له عرار، فكانت تعير به أباه وتؤذيه ويؤذيها، فأنكر عمرو عليها أذاها له وقال:

أرادت عرارا بالهوان ومن يرد ... عرارا لعمري بالهوان لقد ظلم

وإن عرارا إن يكن غير واضح ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم وهي عدة أبيات في الباب الاول من كتاب الحماسة - والجنون: الأسود، والعمم: التام - وكان عرار أحد فصحاء العقلاء، وتوجه من عند الملهب بن أبى صفرة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي رسولا في بعض فتوحه فلما مثل بين يدي الحجاج لم يعرفه وازدراه، فلما استنطقه أبان وأعرب ما شاء وبلغ الغاية والمراد في كل ما سئل عنه، فأنشد الحجاج متمثلاً:


(١) زيادة انفردت بها مج، وقد حذفت منها القصة التالية المتعلقة بعمرو بن شأس وابنه عرار، وقصة عرار أشار إليها في المختار ولكنه لم يشر إلى هذه القصة المنقولة عن المسبحي.
(٢) شرح التبريزي ١: ١٤٩؛ وقد سقطت هذه القصة من س ل لي ت مج بر من.

<<  <  ج: ص:  >  >>