للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن جملة ذنوبه عند المعتمد بن عباد ما بلغه عنه من هجائه وهجاء أبيه المعتمد في بيتين، هما كانا من أكبر أسباب قتله، وهما:

مما يقبح عندي ذكر أندلس ... سماع معتضد فيها ومعتمد

أسماء مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد ومحاسن ابن عمار كثيرة.

والمهري: بفتح الميم وسكون الهاء وبعدها راء، هذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن إلحاف بن قضاعة وهي قبيلة كبيرة ينسب إليها خلق كثير.

والشلبي: بكسر الشين المعجمة وسكون اللام وبعدها باء موحدة، هذه النسبة إلى شلبن وهي مدينة بالأندلس على ساحل البحر.

وتدمير: بضم التاء المثناة من فوقها وشسكون الدال المهملة وكسر الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها راء، وهي مدينة مرسية، وكان المعتمد ابن عباد قد سير إليها أبا بكر ابن عمار المذكور نائبا عنه، فعصى بها، ولم يزل المعتمد يحتال عليه حتى وقع في قبضته، وقتله بيده كما تقدم أولا، وشهرة هذه الواقعة تغني عن الإطالة في تفصيلها (١) .

وذكر عماد الدين الأصفهاني الكاتب في كتاب الخريدة في ترجمة ابن عمار المذكور: وقتله المعتمد، وكلن أقوى الأسباب لقيله أنه هجاه بشعر ذكر فيه أم بنيه المعروفة بالرمكية، وهي أبيات منها:

تخيرتها من بنات الهجان ... رميكية لا تساوي عقالا

فجاءت بكل قصير الذراع ... لئيم النجارين عما وخالا قلت: وهذه الرمكية كانت سرية المعتمد، اشتراها من رميك بن حجاج، فنسبت إليه، وكان قد اشتراها في أيام أبيه المعتضد فأفرط في الميل إليها وغلبت عليه، واسمها اعتماد، فاختار لنفسه لقبا يناسب اسمها، هو المعتمد، وتوفيت بأغمات قبل المعتمد بأيام، ولم ترقأ له عبرة ولا فارقته حسرة حتى قضى


(١) هنا تنتهي الترجمة في س ل لي ت بر من.

<<  <  ج: ص:  >  >>