للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين جفوني والنوم معترك ... تصغر عنه حروب صفين

إن كان صرف الزمان أبعدني ... عنك فطيف الخيال يدنيني ومن هنا أنشد بهاء الدين زهير بن محمد - الكاتب المقدم ذكره (١) - قوله من جملة قصيدة:

بين جفوني والكرى ... مذ غبت عني معترك وله غير ذلك مقاطيع كثيرة.

ولأبي عبد الله محمد بن أحمد بن خلف بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم المعروف بالحداد القيسي (٢) من أهل المرية في مديحه قصائد بديعة، فمن ذلك قصيدته التي أولها:

لعلي بالوادي المقدس شاطئ ... فكالعنبر الهندي ما أنا واطئ

وإني من رياك واجد ريحهم ... فروح الهوى بين الجوانح ناشئ

ولي في السرى من نارهم ومنارهم ... حدادة هداة والنجوم طوافئ

لذلك ما حنت ركابي وحمحمت ... عرابي وأوحى سيرها المتباطئ

فهل هاجها ما هاجني ولعلها ... إلى الوجد من نيران قلبي لواجئ (٣)

رويداً فذا وادي لبيني وإنه ... لورد لباناتي وإني لظامئ

ويا حبذا من آل لبنى مواطنٌ ... ويا حبذا في أرض لبنى مواطئ

ميادين تهيامي ومسرح خاطري ... فللشوق غاياتٌ بها ومبادئ

ولا تحسبوا غيداً حوتها مقاصرٌ ... فتلك قلوبٌ ضمنتها جآجئ


(١) انظر ج ٢: ٣٣٢، وديوانه البها زهير: ١٣٠.
(٢) ترجمة ابن الحداد في الذخيرة ١/٢: ٢٠١ والمطمح: ٨٠ والإحاطة ٢: ٢٥٠ والفوات ٢: ٣٤١ والمحمدون: ٩٩ والمغرب ٢: ١٤٣ والمسالك ١١: ٤٠٠ والوافي ٢: ٨٦ وصفحات متفرقة في نفح الطيب، وقصيدته الهمزية في الذخيرة.
(٣) ق ن ر: نواجيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>