للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشرق، وكنت وجدته كذا أيضاً والله أعلم بالصواب، ولم يرحل إلى المشرق مرتين حتى يحمل (١) ذلك على دفعتين، فإن كان عوده في سنة خمس كما ذكرناه فهو ولاية الأمير يحيى، لأن أباه الأمير تميماً توفي سنة إحدى وخمسمائة كما تقدم في ترجمته، وغنما نبهت عليه ألا يتوهم الواقف عليه أنه فاتني ذلك، وهو متناقض.

ورأيت في تاريخ القاضي الأكرم بن القفطي وزير حلب وهو مرتب على السنين ما صورته: في هذه السنة - وكان آخر (٢) سنة إحدى عشر وخمسمائة - خرج محمد بن تومرت من مصر في زي الفقهاء بعد الطلب (٣) بها وبغيرها ووصل (٤) إلى بجاية، والله أعلم بالصواب؛ ولما وصل إلى المهدية نزل في مسجد معلق، وهو على الطريق، وجلس في طاق شارع إلى المحجة ينظر إلى المارة فلا يرى منكراً من آلة الملاهي أو أواني الخمر إلا نزل إليها وكسرها، فتسامع به الناس في البلد (٥) ، فجاءوا إليه، وقرأوا عليه كتباً من أصول الدين (٦) ، وبلغ خبره الأمير يحيى، فاستدعاه مع جماعة من الفقهاء، فلما رأى سمتة وسمع كلامه أكرمه وأجله وسأله الدعاء، فقال له: أصلح الله لرعيتك، ولم يقم بعد ذلك بالمهدية إلا أياماً يسيرة، ثم انتقل إلى بجاية، وأقام بها مدة وهو على حاله في الإنكار، فأخرج منها إلى بعض قررها واسمها ملالة، فوجد بها (٧) عبد المؤمن بن علي القيسي المقدم ذكره.

ورأيت في كتاب " المغرب (٨) عن سيرة ملوك المغرب " أن محمد بن تومرت كان


(١) مج: نحمل؛ ر: تحمل.
(٢) ق ن ر: في.
(٣) ر ق ن: الطلبة.
(٤) ووصل: سقطت من ق ر ن.
(٥) مج: فتسامع به أهل البلد.
(٦) مج: فقصدوه يقرءون عليه أنواع العلوم وكان إذا مر به المنكر غيره وأزاله فلما كثر ذلك منه أحضره الأمير يحيى مع جماعة.. الخ.
(٧) مج: ورحل عن المهدية وأقام بالمنستير مع جماعة من الصالحين مدة، وسار إلى بجاية ففعل بها مثل ذلك فأخرج منها إلى قرية بالقرب منها اسمها ملاية، فلقيه بها عبد المؤمن ... الخ.
(٨) يتردد اسم هذا الكتاب في النسخ بين المعرب والمغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>