للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه، فانفذ إليه خلعاً وزيادة في رزقه.

ولم يزل أبو بكر في صحبة تكين إلى سنة ست عشرة وثلثمائة، ثم فارقه بسبب اقتضى ذلك ولا حاجة بنا إلى التطويل بذكره، وسار إلى الرملة فوردت كتب المقتدر إليه بولاية الرملة، فأقام بها إلى سنة ثماني عشرة، فوردت كتب المقتدر إليه بولاية دمشق فسار إليها، ولم يزل بها إلى أن ولاه القاهرة بالله ولاية مصر في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، ودعي له بها مدة اثنتين وثلاثين يوماً ولم يدخلها، ثم ولي أبو العباس أحمد بن كيغلغ الولاية الثانية من قبل القاهرة أيضاً لتسع خلون من شوال سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، ثم أعيد إليها أبو بكر بن محمد بن الإخشيد من جهة الخليفة الراضي بالله بن المقتدر بعد خلع عمه القاهر عن الخلافة، وضم إليه البلاد الشامية والجزرية والحرمين وغير ذلك، ودخل مصر يوم الأربعاء لسبع (١) بقين من شهر رمضان المعظم سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة وقيل إنه لم يزل على مصر فقط إلى أن توفي الراضي بالله في سنة تسع وعشرين وثلثمائة، وتولى أخوه المقتفي لأمر الله فضم إليه الشام والحجاز وغير ذلك، والله أعلم.

ثم إن الراضي لقبه بلإخشيد في شهر رمضان المعظم سنة سبع وعشرين وثلثمائة إنما لقبه بذلك لأنه لقب ملوك فرغانة، وهو من أولادهم - كما سبق ذكره في أول هذه الترجمة - وتفسيره بالعربي ملك الملوك، وكل من ملك تلك الناحية لقبوا بهذا اللقب، كما لقبوا كل من ملك بلاد فارس كسرى (٢) ، وملك الترك خاقان، وملك الروم قيصر، وملك الشام هرقل، وملك اليمن تبع، ملك الحبشة النجاشي، وغير ذلك. وقيصر كلمة فرنجية تفسيرها بالعربية شق عنه وسببه أن أمه ماتت في المخاض فشق بطنها وأخرج، فسمي قيصر، وكان يفتخر بذلك على غيره من الملوك، لأنه لم يخرج من الرحم، واسمه أغسطس، وهو أول ملوك الروم، وقد قيل إنه في السنة الثالثة والربعين من ملكه ولد المسيح


(١) ق: لتسع.
(٢) ق: كل من ملك بلاد بهذا اللقب - يعني فارس - كسرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>