للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيسى عليه السلام وقيل في السنة السابعة عشرة من ملكه، فسموا ملوك الروم بإسمه، والله أعلم (١) .

ودعي له إخشيد على المنابر بهذا اللقب واشتهر به وصار كالعلم عليه؛ وكان ملكاً حازماً كثير التيقظ في حروبه ومصالح دولته، حسن التدبير، مكرماً للجنود شديد القوى لا يكاد يجر قوسه غيره؛ وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في تاريخه الصغير الذي سماه " عيون السير " إن جيشه كان يحتوي على أربعمائة ألف رجل، وأنه كان جباناً، وكان له ثمانية آلاف يحرسه في كل ليلة ألفان منهم، ويوكل بجانب خيمته الخدم إذا سافر، ثم لا يثق حتى يمضي إلى خيم الفراشين فينام فيها.

ولم يزل على مملكته وسعادته إلى أن توفي في الساعة الرابعة من يوم الجمعة لثمان بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلثمائة بدمشق، وحمل تابوته إلى بيت المقدس فدفن به؛ وقال أبو الحسين الرازي: توفي في سنة خمس وثلاثين، والله أعلم؛ وكانت ولادته يوم الإثنين منتصف شهر رجب من سنة ثمان وستين ومائتين ببغداد، بشارع باب الكوفة، رحمه الله تعالى.

وهو أستاذ كافور الإخشيدي وفاتك الجنون - وقد تقدم ذكر كل واحد منهما في ترجمة مستقلة في هذا الكتاب (٢) .

ثم قام كافور المذكور بتربية ابني مخدومه أحسن قيام، وهما أبو القاسم أنوجور وأبو الحسن علي، كما تقدم شرحه في ترجمة كافور فأغنى عن إعادته هاهنا، فقد ذكرت هناك تاريخ مولد كل واحد منهما، ومدة ولايته وتاريخ وفاته، على سبيل الاختصار، واستوفيت حديث كافور وما كان منه إلى حين وفاته، وأن الجند أقاموا بعده أبا الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيد المذكور، وأحلت بقية الكلام في ذلك على ذكره في هذه الترجمة؛ وكان عمر أبي الفوارس أحمد يوم ذاك إحدى عشرة سنة.


(١) زاد هنا في المختار: ((قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به: وكذلك برمك اسم لكل من يلي النوبهار الذي كان ببلخ وهو بيت النار الذي كان ألهة المجوس)) .
(٢) انظر ج ٤: ٢١، ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>