للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي الفتح محمد بن نور الدين محمد بن فخر الدين قرأ أرسلان بن ركن الدولة داود ابن نور الدولة سقمان - ويقال سكمان - بن أرتق، وقد تقدم ذكر جدهم أرتق؛ أخبرني بعض أهل آمد ممن عنده معرفة أن آمد انبرم أمرها وتسليمها إلى الملك الكامل في تاسع عشر ذي الحجة من السنة المذكورة، ودخلها ولده الملك الصالح نجم الدين أيوب في العشرين من الشهر المذكور، دخلها المذكور في مستهل المحرم سنة ثلاثين وستمائة.

ولما مات الملك الأشرف - في التاريخ الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في ترجمته - جعل ولي عهده أخاه الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل، فقصده الملك الكامل وانتزع منه دمشق، بعد مصالحة جرت بينهما، وذلك في التاسع من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة، وأبقى له (١) بعلبك وأعمالها وبصرى وأرض السواد وتلك البلاد. ولما ملك البلاد الشرقية وآمد وتلك النواحي استخلف فيها ولده الملك الصالح نجم الدين أبا المظفر أيوب، واستخلف ولده الأصغر الملك العادل سيف الدين أبا بكر بالديار المصرية.

وقد تقدم في ترجمة الملك العادل انه سير الملك المسعود إلى اليمن، وكان أكبر أولاد الملك الكامل، وملك الملك المسعود مكة حرسها الله تعالى وبلاد الحجاز مضافة إلى اليمن. وكان رحيل الملك المسعود عن الديار المصرية متوجهاً إلى اليمن يم الاثنين سابع عشر رمضان المعظم سنة إحدى عشرة وستمائة، ودخل مكة شرفها الله تعالى في الثالث من ذي العقدة من السنة، وخطب له بها وحج، ودخل زبيد وملكها مستهل المحرم سنة اثنتي عشرة وستمائة، ودخل مكة شرفها الله تعالى في ربيع الآخر من سنة عشرين وستمائة، أخذها من الشريف حسن بن قتادة الحسني، واتسعت المملكة للملك الكامل. ولقد حكى لي من حضر الخطبة يوم الجعة بمكة شرفها الله تعالى انه لما وصل الخطيب إلى الدعاء للملك الكامل قال: صاحب مكة وعبيدها، واليمن وزبيدها، ومصر وصعيدها، والجزيرة ووليدها، سلطان القبلتين، ورب العلامتين، خادم الحرمين الشريفين، أبو


(١) المختار: وأبقى عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>