يوم الجمعة العشرين من صفر سنة سبع وأربعين وستمائة، وملكوا بر الجيزة يوم السبت، وملكوا دمياط يم الأحد ثلاثة أيام متوالية لأن العسكر وجميع أهلها تركوها وهربوا منها.
وانتقل الملك الصالح من بأشموم إلى المنصورة، ونزل بها وهو في غاية من المرض، وأقام بها على تلك الحال إلى أن توفي هناك ليلة الاثنين نصف شعبان من السنة المذكورة، وحمل إلى القلعة الجديدة التي في الجزيرة، وترك بها في مسجد هناك، وأخفي موته مقدار ثلاثة أشهر، والخطبة باسمه، إلى أن وصل ولده الملك المعظم توران شاه من حصن كيفا على البرية إلى المنصورة، فعند ذلك أظهروا موته، وخطب لولده المذكور، ثم بعد ذلك بني له بالقاهرة إلى جنب مدراسه تربة، ونقل إليها في رجب سنة ثمان وأربعين وستمائة. وكانت ولادته في الرابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستمائة، هكذا وجد بخط ابنه مكتوباً، ورأيت في مكان آخر أنه ولد في ليلة الخميس الخامس من جمادى الآخرة من السنة المذكورة وفي مكان آخر أنه ولد في الرابع من المحرم سنة أربع وستمائة، والله تعالى أعلم؛ وأمه جارية مولدة سمراء اسمها ورد المنى، رحمه الله تعالى.
وكانت ولادة الملك العادل في ذي الحجة سنة سبع عشرة وستمائة، بالمنصورة ووالده في قبالة العدو على دمياط، وتوفي في الاعتقال يوم الاثنين ثاني عشر شوال سنة خمس وأربعين وستمائة بقلعة القاهرة، ودفن في تربة شمس الدولة خارج باب النصر، رحمه الله تعالى.
هذه الفصول ذكرت خلاصتها، ولو فصلتها لطال الشرح، والمقصود الاختصار وطلب الإنجاز مع أني كنت حاضراً أكثر وقائعها (١) .
(٢٢٠) وكان للملك العادل المذكور ولد صغير يقال له الملك المغيث مقيماً بالقلعة، فلما وصل بن عمه الملك المعظم توران شاه إلى المنصورة سير من هناك ونقله إلى قلعة الشوبك. فلما جرت الكائنة على المعظم متسلم قلعة الكرك