للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك المغيث من الشوبك وسلم إليه الكرك والشوبك وتلك النواحي، وهو الآن ملكها، ولم يزل مالكاً لها إلى سنة إحدى وستين وستمائة، فنزل الملك الظاهر ركن الدين بيبرس (١) المذكور في ترجمة القاضي مجلي صاحب كتاب " الذخائر " بالغور، وراسله وبذل له من تسليم البلد بذولاً كثيرة وحلف له، ويقال إنه ورى في اليمن ولم يستقص فيها. فنزل إليه إلى منزله بالطور من (٢) الغور، فقيض عليه ساعة وصوله إلى قلعة الجبل بمصر واعتقله بها.

(٢٢١) وكان للمغيث ولد ينعت بالعزيز فخر الدين عثمان صغير السن، فأمره الملك الظاهر، ولم يزل في خدمته أميراً إلى أن فتح أنطاكية في شهر رمضان سنة ست وستين وستمائة، وتوجه من الشام بعد ذلك إلى مصر، فلما دخل إليها قبض عليه واعتقله، وهو الآن معتقل بقلعة الجبل المذكور.

وهذه قلعة الكرك هي المذكورة في ترجمة القاضي مجلي أيضاً، وكان الملك الظاهر يخاف على أولاده فكان يبالغ في تحصين القلعة المذكور، ويملؤها بالذخائر والأموال، ولما جرى لولده السعيد ما ذكرنا في ترجمة القاضي مجلي وتوجه إلى الكرك نفعته تلك الذخائر ووجدها عوناً له على زمانه.

(٢٢٢) ولما توفي الملك السعيد ابن الملك الظاهر في الكرك - كما ذكرناه في الترجمة المذكورة - ملكها بعد أخوه الملك المسعود نجم الدين خضر ابن الملك الظاهر (٣) باتفاق ممن كان بها من مماليك أبيه ومن أمرائه، وهو الآن ممتلكها مقيم بها، ثم نزل منه بالأمان بعد حصاره فيها مدة الأمير حسام الدين طرنطاي المنصوري كان نائب المملكة، وتقدم العساكر، ونزل معه أخوه الملك العادل سلامش بعد أخيه السعيد، وتوجه إلى الديار المصرية إلى خدمة السلطان الملك


(١) المختار: صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية.
(٢) بالطور من: سقطت من ر والمختار.
(٣) علق ابن المؤلف بقوله: " قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به: ولم يزل خضر المذكور بها إلى سنة خمس وثمانين فتسلمها منه نواب الملك المنصور سيف الدين قلاون الصالحي المعروف بالألفي وبدل منها على مصالحة جرت بينهما وانتقل غلى الديار المصرية ملازماً للخدمة " وجاء بعد ذلك قوله وهو من الأصل: " وتوفي المعظم توران شاه يوم الاثنين السابع وابعشرين من المحرم سنة ثمان وأربعين وستمائة ".

<<  <  ج: ص:  >  >>