للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم أر قبل جذعك قط جذعا ... تمكن من عناق المكرمات قام إليه الصاحب وعاتقه وقبل فاه، وأنفذ إلى عضد الدولة، فلما مثل بين يديه قال له: ما الذي حملك على مرثية عدوي فقال: حقوق سلفت وأياد مضت، فجاش الحزن في قلبي فرثيت، فقال: هل يحضرك شيء في الشموع، والشموع تزهر بين يديه، فأنشأ يقول:

كأن الشموع وقد أظهرت ... من النار في كل رأس سنانا

أصابع أعدائك الخائفين ... تضرع تطلب منك الأمانا فلما سمعها خلع عليه وأعطاه فرساً وبدرة؛ انتهى كلام الحافظ ابن عساكر رحمه الله.

(٢٢٧) قلت: قوله في الأبيات:

ركبت مطية من قبل زيد ... علاها في السنين الماضيات زيد هذا هو أبو الحسين زيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكان قد ظهر في أيام هشام بن عبد الملك في سنة اثنتين وعشرين ومائة، ودعا إلى نفسه، فبعث إليه يوسف بن عمر الثقفي والي العراقين يومئذ جيشاً مقدمه العباس المري، فرماه رجل منهم بسهم فأصابه فمات، وصلب بكناسة الكوفة (٣) ، ونقل رأسه إلى البلاد. وقال ابن قانع: كان ذلك في صفر سنة إحدى وعشرين ومائة، وقيل سنة اثنتين وعشرين ومائة في صفر أيضاً، بالكوفة، ولزيد من العمر اثنان وأربعون سنة يومئذ. وقال ابن الكلبي في كتاب " جمهرة النسب ": إن زيد بن علي رضي الله عنهما أصابه سهم في جبهته فاحتمله أصحابه، وكان ذلك عند المساء، ثم دعوا الحجام فانتزع النشابة (٢) وسالت نفسه، رضي الله عنه. وذكر أبو عمرو الكندي في كتاب " أمراء مصر " أن أبا الحكم ابن أبي الأبيض العبسي (٣) قدم إلى مصر برأس زيد


(٣) كذا في ق ر والكندي: ٨١ وورد في ن والخطط: القيسي.
(٢) ق والمختار: السهم.
(٣) كذا في ق ر والكندي: ٨١ وورد في ن والخطط: القيسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>