للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة، وطيف به حول حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مراراً وأنشد الشخص الذي كان مرتباً معه، فقال:

سرى نعشه فوق الرقاب وطالما ... سرى جوده فوق الركاب ونائله

يمر على الوادي فتثني رماله ... عليه وبالنادي فتبكي أرامله قلت: وهذان البيتان من جملة القصيدة المذكورة في ترجمة المقلد بن نصر بن منفذ الشيزري - وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى؛ رحمه الله تعالى.

(٢٣٣) وكان ولده أبو الحسن علي الملقب جلال الدين، من الأدباء الفضلاء البلغاء الكرماء، رأيت له ديوان رسائل أجاد فيه، وجمعه مجد الدين أبو السعادات المبارك المعروف بابن الأثير الجزري صاحب جامع الأصول - وقد تقدم ذكره (١) - وسماه كتاب الجواهري واللآلي من الإملاء المولوي الوزيري الجلالي ". وكان مجد الدين المذكور في أول أمره كاتباً بين يديه، يملي رسائله وإنشاءه عليه، وهو كاتب يده، وقد أشار مجد الدين إلى ذلك في أول هذا الكتاب، وبالغ في وصف جلال الدين المذكور وتقريضه، وفضله على كل من تقدم من الفصحاء، وذكر أنه كان بينه وبين حيص بيص - الشاعر المقدم ذكره (٢) - مكاتبات، ولولا خوف الإطالة لذكرت بعض رسائله.

وفي جملة ما ذكره أن حيص بيص كتب إليه على يد رجل عليه دين رسالة مختصرة، فأتيت بها لقصرها، وهي " الكرم غامر والذكر سائر، والعون على الخطوب أكرم ناصر، وإغاثة الملهوف من أعظم الذخائر، والسلام " (٣) .

وكان جلا الدين المذكور وزير سيف الدين غازي بن قطب الدين مودو، - وقد تقدم ذكره أيضاً في حرف الغين (٤) -.

وتوفي جلا الدين المذكور سنة أربع وسبعين وخمسمائة، بمدينة دنيسر


(١) انظر ج ٤: ١٤١.
(٢) انظر ج ٢: ٣٦٢.
(٣) لم ترد هذه الرسالة في ق.
(٤) انظر ج ٤: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>